للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة قتل عمر بن حفص بن عثمان بن أبي صفرة بإفريقيّة، قتله أبو حاتم الإباضيّ وأبو عاد ومن كان معهما من البربر، وكانوا - فيما ذُكر - ثلاثمائة ألف وخمسين ألفًا، الخيل منها خمسة وثلاثون ألفًا، ومعهم أبو قُرّة الصُّفريّ في أربعين ألفًا، وكان يسلَّم عليه قبل ذلك بالخلافة أربعين يومًا (١).

وفيها حُمِل عبّاد مولى المنصور وهرثمة بن أعين ويوسف بن علوان من خُراسان في سلاسل، لتعصّبهم لعيسى بن موسى.

وفيها أخذ المنصور الناس بلبس القَلانس الطِّوال المفرطة الطول، وكانوا - فيما ذكر - يحتالون لها بالقصب من داخل، فقال أبو دلامة:

وكنا نُرَجِّي من إِمامٍ زيادةً ... فزاد الإِمامُ المصطفى في القلانِسِ

ترَاها على هامِ الرِّجال كأَنها ... دِنان يهودٍ جُلِّلَتْ بالبرانسِ (٢)

* * *

[ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

وفي هذه السنة عزم المنصور - فيما ذكر - على بناء مدينة الرافقة، فذُكر عن محمد بن جابر، عن أبيه أنّ أبا جعفر لما أراد بناءها، امتنع أهل الرّقة، وأرادوا محاربته، وقالوا: تعطّل علينا أسواقنا وتذهب بمعايشنا، وتضيق منازلنا؛ فهمّ بمحاربتهم، وبعث إلى راهب في الصومعة هنالك، فقال له: هل لك علم بأنّ إنسانًا يبني ها هنا مدينة؟ فقال: بلغني أنّ رجلًا يقال له مقلاص يبنيها، فقال: أنا والله مقلاص (٣).


(١) انظر البداية والنهاية [٨/ ٦٤].
(٢) انظر البداية والنهاية [٨/ ٦٥].
(٣) هذا خبر فيه نكارة. ومحمد بن جابر لم نتبين من هو؟ والمنصور كان يوصي ابنه المهدي بمصاحبة أهل الحديث، وهو الخليفة العالم، فكيف بستعين بالرهبان وتنبؤاتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>