- صلى الله عليه وسلم -، وفيها كتاب الله عزّ وجلّ، وفيها بيت الله، ومنها خليفة الله. قال: فامتعضت اليمن إذْ لم يُذكر لها شيء من شَرَفها؛ فقال له قائد من قوّاد اليمن: ليس الأمر كذلك مطلقًا بغير شرفة ولا فضيلة لليمن، ثم قال لغلامه: قمْ فخذ بعنِان بغلة الشيخ، فاكبحْها كبحًا عنيفًا تَطَأمَنُ به منه، قال: ففعل الغلام ما أمره به مولاه حتى كاد أن يُقعيَها على عراقِيبها، فامتعضتْ من ذلك مُضر، فقالت: أيفعل هذا بشيخنا! فأمر رجل منهم غلامه، فقال: اقطعْ يد العبد، فقام إلى غلام اليمانيّ فقطع يدَه، فنفر الحيَّان، وصرف قُثَم بغلته، فدخل على أبي جعفر، وافترق الجند، فصارت مُضر فرقة، واليمن فرقة، والخُراسانيّة فرقة، وربيعة فرقة، فقال قُثَم لأبي جعفر: قد فرّقتُ بين جندك، وجعلتهم أحزابًا كلّ حزب منهم يخاف أن يُحدث عليك حدثًا، فتضربه بالحزب الآخر، وقد بقي عليك في التدبير بقيّة، قال: ما هي؟ قال: اعْبُرْ بابنك فأنزله في ذلك الجانب قصرًا، وحوله وحوّل [معك] من جيشك معه قومًا فيصير ذلك بلدًا؛ وهذا بلدًا، فإن فسد عليك أهلُ هذا الجانب ضربتَهم بأهل ذلك الجانب، وإن فسد عليك أهل ذلك الجانب ضربْتَهم بأهل هذا الجانب، وإن فسدت عليك مُضر ضربتَها باليمن وربيعة والخراسانيّة، وإن فسدت عليك اليمن ضربتَها بمن أطاعك من مُضر وغيرها.
قال: فقبل أمرَه ورأيه، فاستوى له مُلْكه، وكان ذلك سببَ البناء في الجانب الشرقيّ وفي الرصافة وأقطاع القوّاد هناك.
قال: وتولّى صالح صاحب المصلّى القطائع في الجانب الشرقيّ، ففعل كفعل أبي العباس الطوسيّ في فضُول القطائع في الجانب الغربيّ، فله بباب الجسر وسوق يحيى ومسجد خُضَير وفي الرّصافة وطريق الزواريق على دجلة مواضح بناء، بما استوهب من فضل الإقطاع عن أهله، وصالح رجل من أهل خراسان.
[[أمر عقبة بن سلم]]
وفيها شخص عُقْبة بن سلْم من البصرة واستخلف عليها ابنَه نافع بن عقبة إلى البَحْرين، فقتل سليمان بن حكيم العبديّ وسبى أهلَ البحرين، وبعث ببعض مَنْ