للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[ذكر الخبر عن خلع المهتدي ثم موته]]

وفي رجب من هذه السنة لأربع عشرة ليلة خلت منه خُلِع المهتدي، وتوفِّيَ يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب (١).

* ذكر الخبر عن سبب خلعه ووفاته:

ذكر أن ساكني الكرخ بسامرّا والدور تحرّكوا ليلتين خَلَتا من رجب من هذه السنة، يطلبون أرزاقهم، فوجّه إليهم المهتدي طبايغو الرئيس عليهم وعبد الله أخا المهتدي، فكلَّمهم فلم يقبلوا منهما، وقالوا: نحن نريد أن نكلِّم أميرَ المؤمنين مشافهةً، وخرج أبو نصر بن بُغا تحت ليلتِه إلى عسكر أخيه، وهو بالسِّنّ بالقرب من الشاري، ودخل دار الجوْسق جماعة منهم؛ وذلك يوم الأربعاء، فكلّمهم المهتدي بكلام كثير، وقطع العطاء عن الناس يوم الأربعاء والخميس والناس متوقّفون حتى يعرفوا ما صنع موسى بن بُغا، وكان موسى وضع العطاء في عسكره لشهر، وكان على مناجزة الشاري إذا استوى أصحابه، فوقع الاختلاف، ومضى موسى يريد طريق خُراسان.

واختُلف في سبب الاختلاف الذي جرى، فصار من أجله موسى إلى طريق خُراسان، والسبب الذي من أجله خرج المهتدي لحرب من حاربه من الأتراك، فقال بعضهم: كان السبب الذي من أجْله تنحّى موسى عن وجه الشاري وتَرَك حربه وصار إلى طريق خُراسان: أنّ المهتدي استمال بايكباك، وهو مع موسى مقيم في وجه الشاري مساور، وكتب إليه يأمره أن يضمّ العسكر الذي مع موسى إلى نفسه، وأن يكون هو الأميرَ عليهم، وأن يقتل موسى بن بغا ومُفلحًا، أو يحملَهما إليه مقيَّديْن، فلما وصل الكتاب إلى بايكباك، أخذه ومضى به إلى موسى بن بغا، فقال: إني لستُ أفرح بهذا؛ وإنما هذا تدبير علينا جميعًا، وإذا فُعِل بك اليوم شيء فُعِل بي غدًا مثلُه، فما ترى؟


(١) وقال ابن الجوزي وفي هذه السنة (٢٥٦ هـ) خلع المهتدي بالله لأربع عشرة خلت من رجب وقتل وفي سبب خلعه قولان .. ، إلخ [المنتظم ١٢/ ١٠٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>