للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= حتى دخلت في حلقه، والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره، وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان: لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها، فتذمم من ذلك وغطى وجهه ورجع وحاجز دونه فلم يفد، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، وكان ذلك في الكتاب مسطورًا. (البداية والنهاية ٧/ ١٩٤).

خلاصة في الفتنة أيام عثمان
أخرج خليفة بن خياط في تأريخه قال: حدثنا عبد الأعلى بن الهيثم قال: حدثني أبي قال: قلت للحسن: أكان فيمن قتل عثمان أحد صن المهاجرين والأنصار؟ قال: لا كانوا أعلاجًا من أهل مصر (تأريخ خليفة / ١٧٦).
أولًا: عدم ثبوت مشاركة الصحابة في الفتنة أيام عثمان رضي الله عنه، فلقد أكدت الروايات الصحيحة التي ذكرنا والتي سنذكرها هنا: أن الصحابة لم يشتركوا في هذه الفتنة، وأما أعيان الصحابة كعلي، وعائشة، وأبي هريرة، وأبي موسى، وغيرهم كثير فقد وقفوا إلى جانب أمير المؤمنين عثمان بن عفان، أما البقية وهم قليلون جدًّا فقد اعتزلوا الفتنة وخاصة في آخر أيامها ولكنهم لم يكونوا أبدًا في صف الخارجين على سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بل كانوا ضد الخارجين، ولعلّ بعض الناس يقول: ولكن عمّارًا قد شارك في الفتنة فنقول لهم: بيننا وبينكم الإسناد فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ولقد بيّنا كذب وزيف الروايات التي ذكرت ذلك، وسنذكر بعد قليل رواية صحيحة في إعلان عمارٍ رضي الله عنه أنه لم يشارك في ذلك.
وأما أبناء الصحابة فلم يثبت مشاركة أحدٍ منهم سوى محمد بن أبي بكر وقد ثبت كما ذكرنا أنه تراجع عن موقفه قبل مقتل سيدنا عثمان بقليل، وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٧/ ١٩٣): ويروى: أن محمدًا بن أبي بكر طعنه بمشقاص في أذنه حتى دخلت في حلقه. والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان: لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها. فتذمم من ذلك وغطى وجهه ورجع وحاجز دونه فلم يفد وكان أمر الله قدرًا مقدورًا. اهـ.
وإليك قائمة بأسماء أعيان الصحابة ومواقفهم من مقتل سيدنا عثمان ورأيهم في قتله، وذلك اعتمادًا على روايات صحيحة سنذكرها إزاء كل صحابي:
١ - سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه:
أخرج البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ١ / ٦٨) وأحمد في فضائل الصحابة (١/ ٤٥٨) بسند حسّنه المحقق عن عميرة بن سعد قال: كنا مع علي على شاطئ الفرات فمرت سفينة مرفوع شراعها، فقال علي: يقول الله عزَّ وجلَّ {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} والذي أنشأها في بحر من بحاره! ما قتلت عثمان، ولا مالأت على قتله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>