للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة عقد أبو العباس عبد الله بن محمد بن عليّ لأخيه أبي جعفر الخلافة مِنْ بعده، وجعله وليّ عهد المسلمين، ومن بعد أبي جعفر عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ، وكتب العهد بذلك، وصيَّره في ثوب، وختم عليه بخاتمه وخواتيم أهل بيته، ودفعه إلى عيسى بن موسى (١).

[[ذكر الخبر عن موت أبي العباس السفاح]]

وفيها توفِّيَ أبو العباس أمير المؤمنين بالأنبار يوم الأحد، لثلاث عشرة خلتْ من ذي الحجة، وكانت وفاته فيما قيل بالجدريّ.

وقال هشام بن محمد: توفي لاثنتي عشرة ليلة مضت من ذي الحجة، واختلف في مبلغ سنه يوم وفاته، فقال بعضهم: كان له يوم توفِّيَ ثلاث وثلاثون سنة، وقال هشام بن محمد: كان يوم توفي ابن ست وثلاثين سنة، وقال بعضهم: كان له ثمان وعشرون سنة.

وكانت ولايته من لَدُن قتل مَرْوان بن محمد إلى أن توُفيَ أربع سنين، ومن لدن بويع له بالخلافة إلى أن مات أربع سنين وثمانية أشهر، وقال بعضهم:


(١) اتفق خليفة مع الطبري في أنهما (المنصور وأبو مسلم) حجّا في هذه السنة (خليفة ٢٧٢) واتفق الثلاثة (الطبري وخليفة والبسوي) على أن أمير الحج في هذه السنة (١٣٦) كان أبو جعفر المنصور (تأريخ خليفة / ٢٧٢) (المعرفة والتأريخ ١/ ٤) وانظر خليفة (١/ ٢٧٢). أما رجوعهما قافلين بعد أداء المناسك فقد ذكره الطبري من كتب المدائني (علي) الذي رواه بدوره مسندًا عن هشام القحذمي وقد وثق، وأما قول الطبري وفي هذه السنة عقد أبو العباس ..... لأخيه أبي جعفر ... إلخ. فلم يذكره خليفة ولا البسوي وإنما ذكرا أن البيعة كانت لأبي جعفر بعد وفاة أخيه أبي العباس وفصَّل البسوي بعض الشيء فقال: وبويع لأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عباس بمكة في المحرم يوم عاشوراء من سنة ست وثلاثين ومئة ومن بعده لعيسى بن موسى بن محمد بن علي بن العباس [المعرفة والتأريخ ١/ ٤] وانظر خليفة (٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>