للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يلوي حتى دخل الكوفة، فجمع بها جَمْعًا من اليمانية والصُفْريَّة ومَن كان تفرّق منهم يوم قتل مَلْحان ومَنْ تخلف منهم عن الضحاك، فجمعهم منصور جميعًا، ثم سار بهم حتى نزل الرَّوْحاء، وأقبل ابن هبيرة في أجْنادِه حتى لقيَهم، فقاتلهم أيامًا ثم هزمهم، وقتِل البرذَوْن بن مرزوق الشيبانيّ، وهرب منصور ففي ذلك يقول غيلان بن حُرَيث:

ويَوم رَوْحاء العُذَيْبِ دفَّفُوا ... على ابنِ مرزُوقٍ سَمَامٌ مُزْعِفُ

قال: وأقبل ابن هبيرة حتى نزل الكوفة ونفى عنها الخوارج، وبلغ الضَّحاك ما لقي أصحابه، فدعا عبيدة بن سوّار التغلبيّ، فوجَّهه إليهم، وانحط ابن هبيرة يريد واسطًا وعبد الله بن عمر بها، وولى على الكوفة عبد الرحمن بن بشير العجليّ، وأقبل عبيدة بن سوّار مغذًّا في فرسان أصحابه، حتى نزل الصرّاة، ولحق به منصور بن جمهور؛ وبلغ ذلك ابن هبيرة فسار إليهم فالتقوا بالصرّاة في سنة سبع وعشرين ومئة.

* * *

وفي هذه السنة توجّه سليمان بن كثير ولاهز بن قُرَيظة وقحطبة بن شبيب - فيما ذكر - إلى مكة، فلقوا إبراهيم بن محمد الإمام بها، وأعلموه أن معهم عشرين ألف دينار ومئتي ألف درهم ومسْكًا ومتاعًا كثيرًا، فأمرهم بدفع ذلك إلى ابن عورة مولى محمد بن عليّ، وكانوا قدموا معهم بأبي مسلم ذلك العام، فقال ابن كثير لإبراهيم بن محمد: إنّ هذا مولاك.

وفيها كتب بكير بن ماهان إلى إبراهيم بن محمد يخبره أنه في أول يوم من أيام الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا، وأنه قد استخلف حفص بن سليمان، وهو رضًا للأمر، وكتب إبراهيم إلى أبي سلمة يأمره بالقيام بأمر أصحابه؛ وكتب إلى أهل خراسان يخبرهم أنه قد أسند أمرهم إليه، ومضى أبو سلَمة إلى خراسان فصدّقوه، وقبلوا أمره، ودفعوا إليه ما اجتمع قبَلهم من نَفَقات الشيعة وخمس أموالهم [٧/ ٣٢٣ - ٣٢٩].

[ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومئة]

* ذكر الخبر عن مقتله وسبب ذلك:

قد مضى ذكر كتاب يزيد بن الوليد للحارث بأمانه، وخروج الحارث من بلاد

<<  <  ج: ص:  >  >>