للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة تسع وخمسين ومائة ذكر ما كان فيها من الأحداث]

فمن ذلك غزوة العباس بن محمد الصّائفة فيها حتى بلغ أنقرة؛ وكان على مقدّمة العباس الحسنُ الوصيف في الموالي، وكان المهديّ ضمّ إليه جماعة من قُوّاد أهل خُراسان وغيرهم. وخرج المهديّ فعسكر بالبَرَدان وأقام فيه حتى أنفذ العباس بن محمد، ومن قطع عليه البعث معه، ولم يجعل للعباس على الحسن الوصيف ولاية في عَزْل ولا غيره، قفتح في غزاته هذه مدينة للرّوم ومطمورة معها، وانصرفوا سالمين لم يُصبْ من المسلمين أحد (١).

وهلك في هذه السنة حُميد بن قحطبة، وهو عامل المهديّ على خُراسان، فولّى المهديّ مكانه أبا عون عبد الملك بن يزيد.

وفيها ولِّيَ حمزة بن مالك سِجسْتان، وولِّيَ جبرئيل بن يحيى سَمَرْقَنْد (٢).

وفيها بنى المهديّ مسجد الرّصافة (٣).

وفيها بنى حائطها، وحفر خندقها.

وفيها عزل المهديّ عبدَ الصمد بن عليّ عن المدينة؛ مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن مَوْجدة، واستعمل عليها مكانه محمد بن عبد الله الكَثيريّ ثم عزله، واستعمل عليها مكانه عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن صفوان الجُمَحِيّ (٤).


(١) وذكر خليفة أصل الخبر فقال مختصرًا: ودخل العباس وبثّ سراياه فَقَفَل سالمًا غانمًا [تأريخ خليفة / ٢٨٣].
(٢) انظر قوائم الولاة والقضاة في آخر عهد المهدي.
(٣) وكذلك قال البسوي [المعرفة والتأريح / ١/ ٢٦].
(٤) وذكر البسوي الجزء الثاني من التولية والعزل فقال ضمن حديثه عن وقائع سنة =

<<  <  ج: ص:  >  >>