للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فأدخله عبيد الله على نصر، فقال أبو نُمَيلة: أصلحك الله! إني ضعيف؛ فإن رأيت أن تأذن لراويتي! فأذن له، فأنشده:

فاز قِدْحُ الكلبيّ فاعْتقَدَتْ مَغـ ... ـرَاءَ في سعْيهِ عُرُوقُ لئيم

فأَبينِي نُمَيْرُ ثُمّ أَبِينِي ... أَلعَبْدٍ مغراءُ أَمْ لِصَمِيم

فلئِنْ كان منكمُ ما يكُونُ الـ ... ـغدرُ والكفْر مِنْ خصالِ الكرِيمِ

ولئنْ كان أصلُه كان عبْدا ... ما عليْكمْ مِنْ غدْرِهِ مِنْ شتيم

وليته لَيْثٌ وأَيُّ وُلاةٍ ... بأَيادٍ بيضٍ وأَمْرٍ عظيمِ!

أسمنْتهُ حتى إذا راحَ مَغْبُو ... طًا بخيْرٍ مِنْ سَيْبِها المَقْسومِ

كادَ ساداتِهِ بأَهْون مِنْ نَهـ ... ـقَةِ عَيْرٍ بقَفْرَة مَرْقومِ

فضرَبنا لِغيْرنا مَثلَ الكَلـ ... ـبِ ذميمًا والذَّمُّ للمَذْمُومِ

وحَمِدنا ليثًا ويأْخُذُ بالفَضـ ... ـل ذَوُو الجود والنَّدَي والحُلُومِ

فاعلَمُنْ يَا بني القَساورةِ الغُلـ ... ـب وأَهل الصَّفا وأَهلَ الحَطيمِ

أن في شكرِ صالِحِينا لَمَا يَدْ ... حَضُ قَوْلَ المرهّقِ المَوصُومِ

قد رأَى اللهُ ما أَتَيْتَ ولنْ يَنـ ... ـقصَ نبْحُ الكلابِ زُهْرَ النُّجُومِ

فلما فرغ قال نصر: صدقت، وتكلمت القيسية واعتذروا، قال: وأهان نصر قيسًا وباعدهم حين فعل مغراء ما فعل، فقال في ذلك بعض الشعراء:

لقدْ بَغَّض الله الكِرامَ إليكُم ... كما بغَّضَ الرَّحمنُ قيْسًا إلى نَصرِ

رأَيْتُ أَبا لَيْث يُهينُ سَرَاتَهمْ ... ويُدْني إليْه كلَّ ذي والثٍ غُمْرِ

[٧/ ١٩٢ - ١٩٧].

[ثم دخلت سنة أربع وعشرين ومئة ذكر الأخبار عما كان فيها من الأحداث]

فمِمّا كان فيها من ذلك مَقْدَم جماعة من شيعة بني العباس الكوفَة يريدون مكّة، وشرَى بُكَير بن ماهان -في قول بعض أهل السير- أبا مسلم صاحبَ دعوْة بني العباس من عيسي بن معقل العجليّ.

* ذكر الخبر عن سبب ذلك:

وقد اختُلف في ذلك؛ فأمّا عليّ بن محمد، فإنه ذكر أن حمزة بن طلحة

<<  <  ج: ص:  >  >>