للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وكذلك رواه الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي وموسى بن إسماعيل، وكلاهما عن أبان بن يزيد العطار به، ورواه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب بن سابور، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحارث الأشعري به، ورواه الحاكم من طريق مروان بن محمد الطاطري، عن معاوية بن سلام، عن أخيه به. ثم قال: تفرد به مروان الطاطري، عن معاوية بن سلام. [انظر "أبو يعلى" ١٥٧١] والطبراني / ٣/ ٣٤٣٠].
قلت: وليس كما قالا. ورواه الطبراني عن محمد بن عبدة، عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن معاوية بن سلام، عن أبي سلام، عن الحارث الأشعري. فذكر نحوه فسقط ذكر زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحارث الأشعري فذكر نحو هذه الرواية, قلنا الحديث أخرجه أحمد (١/ ٦٠٥).

نبيُّ الله عيسى عليه السَّلام
قال تعالى وهو أصدق القائلين: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤) إِذْ قَالتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَال يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيرِ حِسَابٍ} [آل عمران: ٣٣ - ٣٧].
يذكر تعالى أنه اصطفى آدم - عليه السلام - والخلص من ذريته المتبعين شرعه الملازمين طاعته، ثم خصّص فقال: {وَآلَ إِبْرَاهِيمَ} فدخل فيهم بنو إسماعيل، ثم ذكر فضل هذا البيت الطاهر الطيب وهم آل عمران، والمراد بعمران هذا والد مريم عليها السلام.
{وَإِنِّي سَمَّيتُهَا مَرْيَمَ} وقرئ بضم التاء {وَلَيسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} أي: في خدمة بيت المقدس، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خدامًا من أولادهم.
وقولها: {وَإِنِّي سَمَّيتُهَا مَرْيَمَ} استدل به على تسمية المولود يوم يولد، وكما ثبت في الصحيحين عن أنس في ذهابه بأخيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحنك أخاه وسماه عبد الله. وجاء في حديث الحسن عن سمرة مرفوعًا: "كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى ويحلق رأسه" رواه أحمد وأهل السنن وصححه الترمذي. [أحمد / ٤/ ٢٠١، والترمذي / ح ١٥٢٢].
وقولها: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ} قد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها، فقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>