[أمر طيِّيء وعدي بن حاتم] لقد ذكرنا الرواية (٣/ ١١٢ / ٣٧٠) في قسم الضعيف ولكننا نذكر ها هنا ما صح في خبر عدي وإسلامه رضي الله عنه: فقد أخرج البخاري في صحيحه / كتاب المغازي / باب قصة وفد طيِّيء وحديث عدي بن حاتم (ح ٤٣٩٤) عن عدي بن حاتم قال: أتينا عمر في وفد فجعل يدعو رجالًا ويسميهم فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى: أسلمت إذ كفروا وأقبلت إذ أدبروا ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا فقال عدي: فلا أبالي إذًا. وأخرج البخاري في صحيحه (كتاب المناقب / باب علامات النبوة / ح ٣٥٩٥) عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل فقال: يا عدي: هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها وقد أنبئت عنها قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله.- قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعار طيِّيء الذين قد سعّروا البلاد- ولئن طالت بك حياة لتفتحنّ كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدًا يقبله منه وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له. فيقولن: ألم أبعث إليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالًا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة، فمن لم يجد شقَّ تمرة فبكلمة طيبة. قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله. وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - يخرج ملء كفه. اهـ.