وذكر عن الحسن بن مَخْلَد أنه قال: لم يكن الاْمر فينا عند صالح إذا لم يحضره عبد الله بن محمد بن يَزْدَاد على ما كان يكون عليه من الغلظة إذا حضر، قال: وكان يقول لصالح: اضرب وعذّب فإنّ الأصلح من وراء ذلك القتل؛ فإنهم إن أفلتوا لم تؤمَن بوائقهم في الأعقاب؛ فضلًا عن الواترين؛ ويذكره قبيحَ ما بلغه عنهم، وكان يسرّ بذلك.
قال: وكاد داود بن [أبي] العباس الطوسيّ يحضرنا عند صالح فيقول: وما هؤلاء أعزّك الله، فبلغ منك الغضب بسببهم هذا المبلغ! فظنه يرقّقه علينا حتى يقول: على إني والله أعلم إن تخلصوا إنتشر منهم شرٌّ كبير وفساد في الإسلام عظيم؛ فينصرف وقد أفتاه بقتلنا، وأشار عليه بإهلاكنا؛ فيزداد برأيه وما قال له علينا غيظًا، وإلى الإِساءة بنا أنسًا، فسُئل بعض من كان يخبر أمرهم: كيف نجا الحسن بن مَخْلَد مما صَلِيَ به صاحباه؟ فقال: بخصلتين؛ إحداهما أنه صَدقه عن الخبر في أوّل وهلة وأوجد الدَّلائل على ما قاله له إنه حقّ؛ وقد كان وعَده العفو إن صدَقه، وحلف له على ذلك، والأخرى أنّ أمير المؤمنين كلمه فيه وأعلمه حرمة أهله به، وأومأ إلى محبته لإصلاح شأنه، فردّه عن عظيم المكروه فيه، وقد كنت أرى أنه لو طالت لصالح مدّة وهو في يده، أطلقه واصطنعه، ولم يكن صالح بن وصيف اقتصر في أمر الكتاب على أخذ أموالهم وأموال أولادهم، حتى أخاف أسبابهم وقراباتهم بأخذ أموالهم، وتخطّى إلى المتصلين بهم.
* * *
[[شغب الجند والعامة ببغداد وولاية سليمان بن عبد الله بن طاهر عليها]]
ولثلاث عشرة خلت من شهر رمضان منها فتح السجن ببغداد، ووثبت الشاكرية والنائبة ببغداد من جندها بمحمد بن أوس البلخيّ:
* ذكر الخبر عن سبب ذلك وما آل الأمر إليه فيه:
ذكر أنَّ السبب في ذلك كان أنّ محمد بن أوس، قدِم بغداد مع سليمان بن عبد الله بن طاهر وهو على الجيش القادمين من خُراسان مع سليمان والصعاليك