قلنا: ومن الذين ناقشوا هذه المسألة كذلك بالتفصيل الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه القيم زاد المعاد ورجح كون الذبيح إسماعيل (زاد المعاد ١/ ٧١) والله تعالى أعلم. لقد روى الطبري رحمه الله روايات عدة في وصف (الذبح العظيم) الذي كان فداءً لولد إبراهيم عليهما السلام وقد ذكرناها في قسم الضعيف وهي مستوحاة من الإسرائيليات إلا أن الذي ثبت أنه كان كبشًا وكفى، وكما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى فأما ما روى عن ابن عباس أنه كان وعلًا وعن حسن أنه كان تيسًا من الأروى واسمه جرير فلا يكاد يصح عنهما ثم غالب ما ها هنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات وفي القرآن كفاية كما جرى من الأمر العظيم والاختبار الباهر وأنه فدي بذبح عظيم. قلنا: والخبر أخرجه أحمد في مسنده (ح / ١٦٦٣٧) من طريق صفية بنت شيبة أم منصور قالت: (أخبرتني امرأة من بني سليم ولّدت عامة أهل دارنا: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان بن طلحة وقالت مرة: إنها سألت عثمان بن طلحة لم دعاك النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما، فخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي، قال سفيان: لم تزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت فاحترقا). قلنا: وإسناده صحيح والحديث أخرجه أبو داود وفيه (الأسلمية) بدلًا من قوله (امرأة من بني سليم) وصححه من المعاصرين كلٌّ من المحدث الألباني والعلامة أرناؤوط والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٦١٥ / ح ٤٢٩٧) والله أعلم. (١) لقد ذكر الإمام الطبري رحمه الله روايات كثيرة استغرقت الصفحات (٢٩٧ - ٢٨٦) وهي =