للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

[[ذكر خبر نكث إصبهبذ طبرستان العهد]]

وفي هذه السنة نقض إصبهبذ طَبَرستان العهد بينه وبين المسلمين، وقتل من كان ببلاده من المسلمين.

* ذكر المخبر عن أمره وأمر المسلمين:

ذكر أن أبا جعفر لما انتهى إليه خبر الإصبهبذ وما فعل بالمسلمين، وجّه إليه خازم بن خزيمة وروْح بن حاتم ومعهم مرزوق أبو الخصيب مولى أبي جعفر، فأقاموا على حصنِه محاصرين له ولمن معه في حصنه، وهم يقاتلونهم حتى طال عليهم المقام، فاحتال أبو الخصيب في ذلك فقال لأصحابه: اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي؛ ففعلوا ذلك به، ولحق بالإصبهبذ صاحب الحصن فقال له: إني رُكِب مني أمرٌ عظيم؛ ضُرِبتُ وحُلِق رأسي ولحيتي، وقال له: إنما فعلوا ذلك في تهمةٍ منهم لي أن يكون هواي معك، وأخبره أنه معه، وأنه دليل له على عورة عسكرهم، فقبل منه ذلك الإصبهبذ، وجعله في خاصّتِه وألطفه؛ وكان باب مدينتهم من حجر يلقى إلقاء يرفعه الرجال، وتضعه عند فتحه وإغلاقه؛ وكان قد وكّل به الإصبهبذ ثقاتٍ أصحابه، وجعل ذلك نُوَبًا بينهم، فقال له أبوالخطيب: ما أراك وثقت بي، ولا قبلت نصيحتي! قال: وكيف ظننتَ ذلك؟ قال: لتركك الاستعانة بي فيما يعينك، وتوكيلي فيما لا تثق به إلا بثقاتك؛ فجعل يستعين به بعد ذلك، فيرى منه ما يحبّ إلى أن وثق به، فجعله فيمن ينوب في فتح باب مدينته وإغلاقه؛ فتولَّى له ذلك حتى أنس به، ثم كتب أبو الخصيب إلى رَوْح بن حاتم وخازم بن خزيمة، وصيّر الكتاب في نُشّابة، ورماها إليهم، وأعلمهم أن قد ظفر

<<  <  ج: ص:  >  >>