للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي بناحية مَرّ الظَّهران، فلمّا فرغ رسول الله من عُمْرته وانصرف راجعًا إِلى المدينة؛ استخلف عتّاب بن أسيد على مكة، وخلف معه معَاذَ بن جبل يُفقّهُ الناس في الدين ويعلّمهم القرآن، واتُّبِع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببقايا الفيء (١). (٣: ٩٤).

[[ثم دخلت سنة تسع]]

[أمر ثقيف وإسلامها]

٢٧٢ - فلمّا أسلموا وكتب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابهم؛ أمَّرَ عليهم عثمان بن أبي العاص -وكان من أحدثِهم سنًّا- وذلك أنه كان أحرصَهم على التفقه في الإسلام وتعلّم القرآن، فقال أبو بكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله؛ إني قد رأيتُ هذا الغلام فيهم من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلّم القرآن (٢). (٣: ٩٩).


(١) إسناده معضل وقد صحّ خبر عمرته من الجعرانة كما أخرج البخاري في (صحيحه / كتاب المغازي / ح ٤١٤٨) ومسلم (كتاب الحج / ح ٢١٧) من حديث قتادة قال: سألت أنس بن مالك قلت: كم حجّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: حجة واحدة. واعتمر أربع مرات عمرته زمن الحديبية وعمرته من ذي القعدة من المدينة وعمرته من الجعرانة من ذي القعدة حيث قسم غنيمة حنين وعمرته مع حجته.
وأخرج البخاري في صحيحه (فضائل القرآن / ح ٤٩٨٥) من حديث يعلى بن منبه رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالجعرانة وعليه جبة. إلى آخر الحديث).
والحديث أخرجه مسلم (ح ١١٨٠) ولم يرد عند البخاري ومسلم ولا عند أبي داود (ح ١٩٩٣) وابن ماجه (٣٠٠٣) استخلاف عتاب بن أسيد على مكة والله أعلم.
(٢) خبر تأمير عثمان بن أبي العاص على أهل الطائف صحيح كما أخرج ابن ماجه (باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه / ح ٣٥٤٨) عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي. الحديث.
وأخرج أبو داود في سننه (١/ ١٤٦ / ح ٥٣١) عن عثمان بن أبي العاص (قال: قلت يا رسول الله اجعلني إمام قومي. قال: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا) وإسناده صحيح.
وأخرج ابن ماجه (١ / ح ٩٨٧) عن عثمان بن أبي العاص قال: (كان آخر ما عهد إليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أمّرني على الطائف قال لي: يا عثمان تجاوز في الصلاة واقدر الناس بأضعفهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>