للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وقعة الحرة]

قال أبو جعفر الطبريّ: فحدّثني أحمد بن ثابت، عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، وحدّثني الحارث، قال: حدَّثنا ابن سعد، عن محمد بن عمر، قالا: كانت وقعة الحرّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثلاث وستين، وقال بعضهم: لثلاثِ ليالٍ بقِين منه.

وحجّ بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزُّبَيْر، حدّثني الحارث، قال: حدَّثنا ابن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني عبد الله بن جعفر، عن ابن عوف، قال: حجّ ابن الزبير بالناس سنة ثلاث وستين، وكان يسمّى يومئذ العائذ، ويرون الأمرَ شُورَى، قال: فلما كانت ليلة هلال المحرّم ونحن في منزلنا إذ قدم علينا سعيدٌ مولى المِسْور بن مخرَمَة، فخبّرنا بما أوقع مسلم بأهل المدينة وما نيل منهم، فجاءهم أمرٌ عظيم، فرأيت القوم شهروا وجدّوا وأعدّوا وعرفوا أنه نازل بهم (١). [٥: ٤٩٤].


= يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال وإني لا أعلم أحدًا منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلَّا كانت الفيصل بيني وبينه. [صحيح البخاري / كتاب الفتن (ح ٧١١١)].
وكعادة ابن حجر -رحمه الله- فإنه في شرح الأحاديث يذكر الروايات التي أخرجها غير البخاري لبيان ما أبهمه البخاري أو لزيادة في البيان والتأكيد وكذلك فعل عند شرحه لهذا الحديث فقال: وفي رواية أبي العباس السراج في تاريخه عن أحمد بن منيع وزياد بن أيوب عن عفان عن صخر بن جويرية عن نافع قال: "لما انتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير وخلعوا يزيد بن معاوية جمع عبد الله بن عمر بنيه ... ". [فتح الباري (٦/ ٥٧٥)].
(١) وانظر تاريخ خليفة إذ ذكر وقعة الحرة ضمن أحداث سنة ٦٣ هـ[تاريخ خليفة (ع ٢٢٨)].
هذه الوقعة المؤلمة ليست الأولى التي أصابت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد قتل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي عهده عليه الصلاة والسلام جمع يوم بئر معونة، واستحرّ بهم القتل في حروب الردة ولكن الفاجعة هنا أن الفتل استحرّ بهم من قبل جيش الشام وكان الأولى بذلك الجيش أن يدافع عن ثغور الخلافة في وجه الروم بدلًا من سفك دماء المسلمين وهذه الوقعة تؤكد مقولة بعض المؤرخين: من أن يزيد لم يكن حازمًا في إدارة الحكم وأنه لم يتابع تنفيذ الأمور بنفسه على عكس أبيه رضي الله عنه وبذلك ترك المجال للأمراء والقادة الميدانيين أن يتصرفوا كما يبدو لهم دون الرجوع إليه، وسنتطرق إلى ذلك عند حديثنا عن وفاة يزيد ورأي المؤرخين في سيرته. =

<<  <  ج: ص:  >  >>