للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[ذكر الخبر عن فتح مكة]]

٢٣٦ - فبينا بنو بكر وخُزاعة علي ذلك حَجَز بينهم الإسلام، وتشاغل الناس به، فلمّا كان صلحُ الحديبية بينَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش كان فيما شرطوا علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشرط لهم -كما حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري، عن عُروة بن الزبير، عن المِسْوَر بن مخرمة ومروان بن الحكم وغيره من علمائنا -أنه مَنْ أحَبَّ أن يدخلَ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعقْده دخلَ فيه، ومَنْ أحبّ أن يدخل في عهد قُريش وعقدهم دخل فيه؛ فدخلت بنو بكر في عَقْد قريش، ودخلت خُزاعة في عَقْد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فلمّا كانت تلك الهدنة اغتنمتها بنو الدِّيل، من بني بكر من خُزاعة.

وأرادوا أن يصيبوا منهمِ [ثأرًا] بأولئك النفر الذين أصابوا منهم ببني الأسود بن رَزْن، فخرج نَوْفل بن معاوية الدّيلي في بني الدِّيل -وهو يومئذ قائدهم؛ ليس كل بني بكر تابعه- حتى بَيَّتَ خزاعة، وهم علي الوتير؛ ماء لهم،


= وحده دليل مستقل والله أعلم.
وهذا هو اختيار موسى بن عقبة والواقدي والبيهقي وحكاه ابن هشام عن الزهري.
قال البيهقي رحمه الله: إنه اختلف أهل المغازي في فرارهم وانحيازهم، فمنهم من ذهب إلي ذلك ومنهم من زعم أن المسلمين ظهروا علي المشركين وأن المشركين انهزموا. قال: وحديث أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ثم أخذها خالد ففتح الله علي يديه، يدل علي ظهورهم عليهم والله أعلم (البداية والنهاية ٣/ ٤٩١).
قلنا: وقد أخرج ابن سعد في طبقاته من حديث أبي عامر رضي الله عنه قال: (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي الشام فلما رجعت مررت علي أصحابي وهم يقاتلون المشركين بمؤتة ... الحديث وفيه: فأخذ خالد اللواء ثم حمل علي القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمة رأيتها قط حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاؤوا ... إلخ).
قلنا: وإسناد ابن سعد موصول (٢/ ٣١٤) طبعة دار إحياء التراث، إلا أنه من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي ضعفه غير واحد وقال الحافظ: صدوق سييء الحفظ.
وعلى أية حال فحديثه يصبح في المتابعة والشواهد والله تعالى أعلم.
وأما من المعاصرين فقد فسّر الأستاذ العمري الفتح المذكور في الحديث بقوله: والمراد بالفتح في هذا الحديث الصحيح إما الانسحاب المنظم الناجح، وإما أوقعه المسلمون بالروم من خسائر رغم تفوقهم العددي الكبير (السيرة النبوية ٢/ ٤٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>