للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به، فأتى ابن عامر يزيد، فشكا إليه ذلك، فقال له: هل ذكرتَ زيادًا؟ قال ت نعم، فركب معه يزيدُ حتى أدخلَه، فلما نظر إليه معاوية قام فدخل، فقال يزيد لابن عامر: اجلس فكم عسى أن تَقعُد في البيت عن مجلسه! فلما أطالا خرج معاويةُ وفي يده قَضيبٌ يَضرِب به الأبواب، ويتمثّل:

لنا سِياقٌ ولكمْ سِياقُ ... قد عَلِمَت ذلكمُ الرِّفاقُ

ثم قعد فقال: يابن عامر! أنت القائل في زياد ما قلت! أما والله لقد علمَت العربُ أني كنت أعزَّها في الجاهليَّة، وإنّ الإسلام لم يزدني إلا عزًّا، وأنّي لم أتكثر بزيادٍ من قلّة، ولم أتعزّز به من ذِلّة، ولكن عرفتُ حقًّا له فوضعتهُ موضعَه، فقال: يا أمير المؤمنين! نرجع إلى ما يحبّ زياد، قال: إذًا نرجع إلى ما تحبّ؛ فخرج ابن عامر إلى زياد فترضَّاه (١). (٥: ٢١٤/ ٢١٥).

حدّثني أحمد بن زهير، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن صالح، قال: حدّثنا عمرو بن هاشم عن عُمر بن بشير الهمْدانيّ، عن أبي إسحاق: أنّ زيادًا لما قدم الكُوفة، قال: قد جئتُكم في أمرٍ ما طلبتُه إلا إليكم، قالوا: ادعنا إلى ما شئتَ، قال: تُلحِقون نسبي بمعاوية؛ قالوا: أمّا بشهادة الزُّور فلا؛ فأتى البَصرة، فشهد له رجل (٢). (٥: ٢١٥).

وحجّ بالناس في هذه السنة معاوية.

وفيها عَمِل مروانُ المقصورةَ، وعَمِلها - أيضًا فيما ذكر - معاوية بالشأم (٣). (٢١٥: ٥).

[ثم دخلت سنة خمس وأربعين ذكر الأحداث المذكورة التي كانت فيها]

فمن ذلك استعمال معاويةَ الحارث بن عبدِ الله الأزديّ فيها على البصرة.


(١) ذكر ابن شبة هذا الخبر تعليقًا.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا وعبد الرحمن بن صالح معروف بوضعه في مثالب الصحابة وعمر بن بشير ضعيف كذلك وعمرو بن هاشم ضعفه غير واحد فالإسناد مسلسل بالضعفاء.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>