أَأَنْ سَخِطَتْ كبيرةُ بعد قُرْبٍ ... كلِفْتَ بها وباشَرَكَ السَّقام!
تُرَجّي اليومَ ما وعَدَتْ حديثًا ... وقد كُذِبَتْ مواعِدَها الكرامُ
أَلمْ تَرَ أنَّ ما صَنَعَ الغَوَانِي ... عَسِيرٌ لا يَريعُ به الكلامُ
أَبَتْ لي طاعَتِي وأَبَى بَلَائِي ... وفَوْزِي حين يَعْتَرِكُ الخصامُ
وإِنَّا لا نُضِيعُ لنا مُلِمًّا ... ولا حَسَبًا إذا ضاعَ الذِّمامُ
ولا نُغْضِي علي غَدْرٍ وِإنَّا ... نُقِيمُ علي الوفاء فلا نُلَامُ
خليفتُنا الذي فازتْ يَداهُ ... بِقِدْحِ الحمدِ والمَلِكُ الهمامُ
نَسُوسُهُمُ به ولنا عليهم ... إذا قلنا مَكارِمُهُ جِسَامُ
أَبو العاصِي أَبُوهُ وعبدُ شَمسٍ ... وحَرْبٌ والقَماقِمَةُ الكرامُ
ومروانٌ أَبو الخلفاءِ عالٍ ... عليه المجدُ فهو لهم نِظامُ
وبيت خليفةِ الرحمن فينا ... وبَيْتاهُ المُقَدَّسُ والحرامُ
ونحنُ الأَكرمُونَ إذا نُسِبنا ... وعِرْنِينُ البَريّة والسَّنامُ
فأَمْسَيْنا لنا من كلِّ حَيٍّ ... خراطِيمُ البرية والزِّمامُ
لنا أَيدٍ نريش بها ونبْري ... وأَيدٍ في بوادِرها السَّمامُ
وبأْسٌ في الكريهةِ حين نلقى ... إذا كانَ النَّذيرُ بها الحسامُ
قال: وأتي نصرًا عهده في رجب من سنة عشرين ومئة، وقال له البختريّ: اقرأ عهدك واخطب الناس؛ فخطب الناس؛ فقال في خطبته: استمسكوا أصحابنا بجُدّتِكم، فقد عرفنا خيرَكم وشركم.
ثم دخلت سنة إحدي وعشرين ومئة ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث
فمن ذلك غزْوة مسلمة بن هشام بن عبد الملك الرّوم، فافتتح بها مطامير. وغَزْوة مرْوان بن محمد بلاد صاحب سَرِير الذهب، فافتتح قلاعه وخرَّب أرضه، وأذعن له بالجزْية، في كلّ سنة ألف رأس يؤدّيه إليه، وأخذ منه بذلك الرّهن، وملَّكه مروان علي أرضه (١).
(١) انظر البداية والنهاية [٧/ ٢٠٣] والمنتظم [٧/ ٢٠٧].