للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربيعة بدمه في جمادى الآخرة، فندب مسرور البلخيّ وجماعة من القوّاد إلى أخذ الطريق على مساور.

وفيها قُتِل قائد الزَّنج عليّ بن زيد العلويّ صاحب الكوفة (١).

* * *

[[خبر الوقعة بين يعقوب بن الليث والحسن بن زيد الطائي]]

وفيها واقع يعقوب بن الليث الحسن بن زيد الطالبيّ، فهزمه ودخل طبرستان.

* ذكر الخبر عن هذه الوقعة وعن سبب مصير يعقوب إلى طبرستان:

أخبرني جماعة من أهل الخِبرة بيعقوب: أدنّ عبد الله السجزيّ كان يتنافس الرياسة بسجستان، فقهره يعقوب، فتخلّص منه عبد الله، فلحق بمحمد بن طاهر بنيسابور، فلمّا صار يعقوب إلى نيسابور وهرب عبد الله، فلحق بالحسن بن زيد، فشخص يعقوب في أثره بعد ما كان من أمره وأمر محمد بن طاهر ما قد ذكرت قبلُ، فمرّ في طريقه إلى طبرستان بأسفرائيم ونواحيها، وبها رجل كنت أعرفه يطلب الحديث، يقال له: بديل الكشّيّ، يظهر التطوّع والأمر بالمعروف، وقد استجاب له عامة أهل تلك الناحية، فلما نزلها يعقوب راسلَه، وأخبره أنه مثله في التطوّع وأنه معه، فلم يزل يرفق به حتى صار إليه بديل، فلمّا تمكن منه قيّده، ومضى به معه إلى طَبَرِستان، فلما صار إلى قرب ساريَة لقيه الحسن بن زيد.

فقيل لي: إنّ يعقوب بعث إلى الحسن بن زيد يسأله أن يبعث إليه بعبد الله السجزيّ حتى ينصرف عنه؛ فإنه إنما قصد طَبرِستان من أجلِه لا لحربه، فأبى الحسن بن زيد تسليمَه إليه، فآذنه يعقوب بالحرب، فالتقى عسكراهما فلم تكن


(١) لعل خطأ مطبعيًا قد وقع فلفظ الخبر هنا بصيغة المبني للمجهول (قُتِل قائد الزنج عليّ بن زيد).
والصواب (وفيها قتَلَ قائدُ الزنج صاحبَ الكوفةِ عليَّ بن زيد الصاوي) وانظر المنتظم (١٢/ ١٥٦) والبداية والنهاية (٨/ ٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>