وقُتِل المختارُ - فيما قيل - وهو ابنُ سبع وستين سنة لأربع عشرةَ خَلَتْ من شهر رمضان في سنة سبع وستين.
فلما فَرَغ مصعب من أمر المختار وأصحابه، وصار إليه إبراهيم بنُ الأشتر وجّه المهلب بن أبي صُفْرة على المَوْصِل والجزيرة وأذَرْبيجان وأرْمِينيَةَ وأقام بالكوفة. (٦/ ١١٦).
[خبر عزل عبد الله بن الزبير أخاه المصعب]
وفي هذه السنة عزل عبدُ الله بن الزبير أخاه مصعبُ بن الزّبير عن البصرة، وبَعَث بابنه حمزةَ بن عبد الله إليها، فاختُلِف في سبب عزله إيّاه عنها، وكيف كان الأمر في ذلك.
فقال بعضُهم في ذلك ما حدّثني به عمر، قال: حدّثني عليّ بن محمد قال: لم يزل المُصْعب على البَصرة حتى سار منها إلى المختار، واستَخلف على البصرة عُبيد الله بن مَعمر. فقُتِل المختار، ثمّ وفد إلى عبد الله بنِ الزبير فعزله وحبسه عنده، واعتَذَر إليه من عَزْله، وقال: واللهِ إني لأعلم أنّك أحرَى وأكفى من حَمزةَ، ولكني رأيتُ فيه رأي عثمانَ في عبد الله بنِ عامر حين عَزَل أبا موسى الأشعريّ وولّاه. (٦/ ١١٧).
حدّثني عمرُ، قال: حدّثني عليّ بن محمد، قال: قَدِم حمزةُ البَصرة واليًا، وكان جوادًا سَخِيًّا مخلًّا، يجود أحيانًا حتى لا يَدَع شيئًا يملِكه، ويمنع أحيانًا ما لا يمنع مِثلُه، فظهرتْ منه بالبَصرة خِفّة، وضعف، فيقال: إنه ركب يومًا إلى فَيْض البَصْرة، فلما رآه قال: إنّ هذا الغدير إن رَفقُوا به ليكفينّهم صَيْفَهم، فلما كان بعد ذلك ركب إليه فوافقهُ جازرًا، فقال: قد رأيت هذا ذاتَ يوم، وظننت أن لن يكفيَهم، فقال له الأحنف: إنّ هذا ماءٌ يأتينا ثمّ يَغيض عنّا، وشخص إلى الأهواز، فلما رأى جبَلَها قال: هذا قُعَيْقِعان - لموضع بمكة - فسُمِّي الجبلُ قُعَيْقعانِ، وبعث إلى مَرْدَانْشَاه فاستحثّه بالخراج، فأبطأ به، فقام إليه بسَيْفه فضربه فقتله، فقال الأحنف: ما أحدّ سيفَ الأمير! (٦/ ١١٧).