للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضُبارة، فوجَّه قحطبة المسيّب بن زهير الضبيّ، فلحقه من غد بعد العصر فقاتله، فانهزم زياد، وقتِل عامة من معه، ورجع المسيَّب بن زهير إلى قحطبة، ثم سار قَحْطبة إلى قومِس وبها ابنه الحسن، فقدم خازم من الوجه الذي كان وجهه فيه الحسن، فقدّم قحطبة ابنه الحسن إلى الريّ. وبلغ حبيب بن بديل النهشليّ ومَنْ معه من أهل الشام مسير الحسن، فخرجوا من الريّ ودخلها الحسن، فأقام حتى قدم أبوه.

وكتب قحطبة حين قدم الريّ إلى أبي مسلم يعلمه بنزوله الرّيّ (١).

أمر أبي مسلم مع قحطبة عند نزوله الريّ

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة تحوّل أبو مسلم من مَرْو إلى نيسابور فنزلها.

ذكر الخبر عما كان من أمر أبي مسلم هنالك ومن قَحْطبة بعد نزوله الريّ

ولما كتب قحطبة إلى أبي مسلم بنزوله الرّيّ ارتحل أبو مسلم - فيما ذكر - من مَرْو، فنزل نيسابور وخندق بها، ووجَّه قحطبة ابنَه الحسن بعد نزوله الرّيّ بثلاث إلى هَمَذان؛ فذكر عليّ عن شيوخه وغيرهم أنّ الحسن بن قحطبة لما توجه إلى هَمَذان؛ خرج منها مالك بن أدهم ومَن كان بها من أهل الشام وأهل خُراسان إلى نَهاوَنْد، فدعاهم مالك إلى أرزاقهم، وقال: من كان له ديوان فليأخذْ رزقه، فترك قوم كثير دواوينَهم ومضوا، فأقام مالك ومَن بقيَ معه من أهل الشام وأهل خُراسان ممَّن كان مع نصر، فسار الحسن من هَمَذان إلى نهاونْد، فنزل على أربعة فراسخ من المدينة، وأمدّه قحطبة بأبي الجهْم بن عطيَّة مولى باهلة في سبعمئة، حتى أطاف بالمدينة وحصرها (١).


(١) انظر تعليقنا على خبر محاربة قحطبة أهل نهاوند فيما بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>