قلت (البرزنجي): جلّ روايات الطبري عن هذه الواقعة مستقاة من كتب المؤرخ المشهور عمر بن شبة وهو ثقة. فقد روى عنه ما يربو على الـ (١٥٠) رواية من طريقه ولكن وللأسف الشديد فإن عمر بن شبّة رواها بدوره بأسانيد مسلسلة بالضعفاء والمجاهيل أو المتروكين حتى لو روى عن شيخه الثقة محمد بن يحيى (أبي غسان) فإن شيخ محمد بن يحيى مجهول مثلًا وفي متون بعضها الكثير من النكارات والطامات. وبالرغم من أننا قبلنا قول الطبري في هذه المرحلة (العصر العباسي الأول قال عمر بن شبة أو ذكر عمر بن شبة) ولم نعتبره انقطاعًا من باب التساهل في رواية التأريخ باعتبار أن الطبري قد اطلع على كتب شيخه عمر بن شبة. (أي بالعكس مما اتبعناه في تأريخ الفرن الهجري الأول فلم نقبل في الغالب إلا قوله حدثني عمر بن شبة). أقول ومع هذا التساهل (هنا) فإننا لم نجد رواية ولو واحدة بسند موصول صحيح أو حسن أو من مظان الحسن لنذكره في قسم الصحيح هنا، ناهيك عن الأسانيد المسلسلة بالمجاهيل أو المجاهيل والوضاعين والمتروكين وسكتنا عن أقلها ضعفًا فذكرناها في قسم المسكوت عنه. =