للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

فمما كان فيها من ذلك خروج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة وخروج أخيه إبراهيم بن عبد الله بعده بالبصرة ومقتلهما (١).


(١) لقد خصص الطبري رحمه الله مساحة كبيرة نسبيًا من تأريخه لخروج محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية وأخيه إبراهيم في المدينة والبصرة تباعًا [ما يقرب من ١١٨ صفحة] من المجلد السابع يقول الأستاذ عماد الدين خليل [وهي الثورة الوحيدة التي بسطها الطبري في هذا العدد الواسع من الصفحات فقد أورد عددًا كبيرًا من الروايات واعتمد على عدد من الرواة على رأسهم عمر بن شبة وأسهب في الجزئيات والمسائل الثانوية كالحديث عن سيف محمد ذي النفس الزكية وصفاته مثلًا وعرض روايات تتفق أحيانًا وتتعارض أحيانًا أخرى ... إلخ] (ص ٢١٢).
قلت (البرزنجي): جلّ روايات الطبري عن هذه الواقعة مستقاة من كتب المؤرخ المشهور عمر بن شبة وهو ثقة.
فقد روى عنه ما يربو على الـ (١٥٠) رواية من طريقه ولكن وللأسف الشديد فإن عمر بن شبّة رواها بدوره بأسانيد مسلسلة بالضعفاء والمجاهيل أو المتروكين حتى لو روى عن شيخه الثقة محمد بن يحيى (أبي غسان) فإن شيخ محمد بن يحيى مجهول مثلًا وفي متون بعضها الكثير من النكارات والطامات.
وبالرغم من أننا قبلنا قول الطبري في هذه المرحلة (العصر العباسي الأول قال عمر بن شبة أو ذكر عمر بن شبة) ولم نعتبره انقطاعًا من باب التساهل في رواية التأريخ باعتبار أن الطبري قد اطلع على كتب شيخه عمر بن شبة. (أي بالعكس مما اتبعناه في تأريخ الفرن الهجري الأول فلم نقبل في الغالب إلا قوله حدثني عمر بن شبة).
أقول ومع هذا التساهل (هنا) فإننا لم نجد رواية ولو واحدة بسند موصول صحيح أو حسن أو من مظان الحسن لنذكره في قسم الصحيح هنا، ناهيك عن الأسانيد المسلسلة بالمجاهيل أو المجاهيل والوضاعين والمتروكين وسكتنا عن أقلها ضعفًا فذكرناها في قسم المسكوت عنه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>