للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٧ - كتب إليّ السريّ بن يحيى عن شعيب، عن سيف، عن الصلت بن بهرام، عن أبي عمران الجُعْفيّ، قال: ولَّت حربَها فارس رُستَمَ عشر سنين، وملَّكوه، وكان منجّمًا عالمًا بالنجوم، فقال له قائل: ما دعاك إلى هذا الأمر وأنت ترى ما ترى! قال: الطَّمَع وحبّ الشَّرَف. فكاتب أهل السَّواد، ودسّ إليهم الرؤساء، فثاروا بالمسلمين؛ وقد كان عهد إلى القوم: أنّ الأمير عليكم أوّل مَنْ ثار، فثار جابان في فُرات بَادَقْلَى، وثار الناس بعده، وأرَز المسلمون إلى المثنَّى بالحيرة، فصمد لِخَفَّان، ونزل خَفَّان حتى قدم عليه أبو عبيد وهو الأمير على المثنَّى وغيره، ونزل جابان النَّمارق، فسار إليه أبو عبيد من خَفَّان، فالتقوْا بالنّمارق؛ فهزم الله أهلَ فارس، وأصابوا منهم ما شاؤوا وبَصُر مَطَر بن فضّة -وكان ينسب إلى أمّه- وأبَيٌّ برجل عليه حَليٌ؛ فشدّا عليه فأخذاه أسيرًا، فوجداه شيخًا كبيرًا فزهد فيه أبيّ ورغب مَطرَ في فدائه، فاصطلحا على أنّ سلبه لأبيّ، وأن إساره لمَطر، فلما خَلص مطر به، قال: إنَّكم معاشر العرب أهل وفاء، فهل لك أن تؤمّني وأعطيَك غلامَين أمردين خفيفين في عملك وكذا وكذا! قال: نعم، قال: فأدخِلْني على مَلِككم؛ حتى يكون ذلك بمشهد منه، ففعل فأدخله على أبي عبيد، فتمَّ له على ذلك؛ فأجاز أبو عبيد، فقام أبيّ وأنَاس من ربيعة؛ فأما أبيّ فقال: أسرتُه أنا وهو على غير أمان؛ وأمَّا الآخرون فعرفوه، وقالوا: هذا الملك جابان؛ وهو الذي لقينا بهذا الجمع، فقال: ما تروْني فاعلًا معاشر ربيعة؟ أيؤمِّنه صاحبكم وأقتله أنا! معاذ الله من ذلك! وقسَّم أبو عبيد الغنائم، وكان فيها عِطْر كثير ونَفَل، وبعث بالأخماس مع القاسم (١). (٣: ٤٤٩/ ٤٥٠).

السَّقاطية بكَسْكر

٩٨ - كتب إليّ السريّ بن يحيى عن شعيب بن إبراهيم، عن سيف بن عمر، عن محمد وطلحة وزياد، قالوا: وقال أبو عبيد حين انهزموا وأخذوا نحو كَسْكَر ليلجؤوا إلى نَرْسِي -وكان نَرْسِي ابن خالة كسرى؛ وكانت كسكر قطيعة له، وكان النِّرْسِيان له، يحميه لا يأكله بشرٌ، ولا يغرسه غيرهم أو ملك فارس إلّا مَنْ


(١) إسناده ضعيف وله ما يقويه كما سنذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>