للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللمسلمين، وشِداده عليه وله. فبعثه عليهم (١). (٤: ١٦٤/ ١٦٥).

٥٧٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن عبد الله، عن سعيد بن عمرو: أنَّ عمر قال قبل أن استعمل المغيرة: ما تقولون في تولية رجل ضعيف مسلم، أو رجل قويّ مشدّد؟ فقال المغيرة: أما الضعيف المسلم، فإنّ إسلامَه لنفسه، وضعفه عليك، وأما القويّ المشدّد فإنّ شِداده لنفسه، وقوّته للمسلمين. قال: فإنّا باعثوك يا مغيرة! فكان المغيرة عليها حتى مات عمر رضي الله تعالى عنه وذلك في نحو من سنتين وزيادة. فلما ودّعه المغيرة للذهاب إلى الكوفة، قال له: يا مغيرة! ليأمنك الأبرار، وليخفك الفجّار. ثم أراد عمر أن يبعثَ سعدًا على عَمل المغيرة فقتِل قبل أن يبعثه، فأوصى به؛ وكان من سنّة عمر وسيرته أن يأخذ عمّاله بموافاة الحجّ في كل سنة للسياسة، وليحجزهم بذلك عن الرعيّة، وليكون لشكاة الرعية وقتًا وغاية ينهونها فيه إليه (٢). (٤: ١٦٥/ ١٦٦).

وفي هذه السنة غزا الأحنف بن قيس - في قول بعضهم خُراسان - وحارب يَزْدجِرد؛ وأما في رواية سيف؛ فإنّ خروجَ الأحنف إلى خراسان كان في سنة ثماني عشرة من الهجرة (٣). (٤: ١٦٦).

ذكر مصير يَزْدَجِرد إلى خراسان وما كان السبب في ذلك

٥٧٣ - اختلف أهل السير في سبب ذلك وكيف كان الأمر فيه؛ فأمّا ما ذكره سيف عن أصحابه في ذلك، فإنه فيما كتب به إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلب، وعمرو، قالوا: كان يَزْدَجِرد بن شهريار بن كسرى - وهو يومئذ ملك فارس - لما انهزم أهل جَلُولاء خرج يريد الرّيّ، وقد جعِل له محمل واحد يُطبق ظهر بَعيره، فكان إذا سار نام فيه ولم يعرّس بالقوم. فانتهوْا به إلى مخاضة وهو نائم في محمله، فأنبهوه ليُعلم، ولئلا يفزع إذا خاض البعير إن هو استيقظ، فعنّفهم وقال: بئسما صنعتم! والله لو تركتموني لعلمت ما مدّة هذه الأمة، إني رأيتُ أني ومحمدًا تناجينا عند الله، فقال له: أملِّكهم مئة


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>