للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقبرةُ وُضع له كرسيّ فجلس عليه، ودعا الفضل بن الربيع، فقال له: وحق المهديّ - وكان لا يحلف بها إلا إذا اجتهد - إني لأهمّ لك من الليل بالشيء من التولية وغيره، فتمنعني أمي فأطيع أمرها، فخذ الخاتم من جعفر. فقال الفضل بن الربيع لإسماعيل بن صُبَيح: أنا أجلّ أبا الفضل عن ذلك، بأن أكتب إليه وآخذه، ولكن إن رأى أن يبعث به (١).

قالَ: وولي الفضل نفقات العامة والخاصة وبادُوريا والكُوفة، وهي خمسة طساسيج، فأقْبَلَتْ حاله تنمى إلى سنة سبع وثمانين ومائة.

وقيل إن وفاة محمد بن سليمان والخيزُران كانت في يوم واحد.

* * *

ثم دخلت سنة أربع وسبعين ومائة ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث

فمن ذلك ما كان بالشأم من العصبيَّة فيها (٢).

وفيها هلك رَوْح بن حاتم.

وفيها خرج الرشيد إلى باقِرْدَى وبازَبْدَى، وبنى بباقِرْدَى قصرًا، فقال الشاعر في ذلك:

بِقردَى وبَازَبْدَى مَصيفٌ ومَرْبَعٌ ... وعَذْبٌ يُحاكِي السلسبيلَ بَرودُ

وبَغدادُ، ما بَغدادُ، أَمّا تُرابُها ... فَخُرْءٌ، وأَما حَرّها فَشَديدُ

[ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

[ذكر الخبر عن البيعة للأمين] (٣)

فمن ذلك عقْد الرشيد لابنه محمد بمدينة السلام من بعده ولايةَ عهد


(١) هذا خبر منكر، ولم يكن الرشيد جاهلًا بالحلال والحرام إلى هذه الدرجة بحيث يقسم بحياة أبيه المهدي، ومن حوله وفي رعيته ذلك العدد الهائل من العلماء العاملين.
(٢) انظر البداية والنهاية [٨/ ٩٩].
(٣) انظر الخبر والأبيات في المنتظم (٩/ ١٠)، والبداية والنهاية (٨/ ٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>