[ثم دخلت سنة تلاث وخمسين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]
فمن ذلك ما كان من عَقد المعتزّ في اليوم الرابع من رجب لموسى بن بُغا الكبير على الجبل، ومعه من الجيش يومئذ من الأتراك ومَنْ يجري مجراهم ألفان وأربعمئة وثلاثة وأربعون رجلًا، منهم مع مُفلح ألف ومئة وثلاثون رجلًا (١).
* * * *
[[ذكر خبر أخذ الكرج من ابن أبي دلف]]
وفيها أوقع مُفلح وهو على مقدّمة موسى بن بُغا بعبد العزيز بن أبي دُلف لثمان ليال بَقِين من رجب من هذه السنة وعبد العزيز في زُهاء عشرين ألفًا من الصعاليك وغيرهم؛ وكانت الوقعة بينهما - فيما قيل - خارج هَمَذان على نحو من ميل، فهزمه مُفْلح ثلاثة فراسخ يقتلون ويأسِرون، ثم رجع مفلِح ومَنْ معه سالمين؛ وكتب بالفتح في ذلك اليوم، فلما كان في شهر رمضان عبأ مفْلح خيلَه نحو الكَرَج، وجعل لهم كَمِيين، ووجّه عبد العزيز عسكرًا فيه أربعة آلاف فقاتلهم مفلح، وخرج كمين مفلح على أصحاب عبد العزيز فانهزموا، ووضع أصحاب مُفْلح فيهم السَّيف، فقتلوا وأسروا وأقبل عبد العزيز معينًا لأصحابه؛ فانهزم بانهزام أصحابه، وترك الكرَج، ومضى إلى قَلْعة له في الكَرَجِ يقال لها زز، متحصنًا بها، ودخل مفلح الكرَج، فأخذ جماعة من آل أبي دُلف أسرًا، وأخذ نساءً من نسائهم؛ يقال إنه كان فيهم أمّ عبد العزيز؛ فأوثقهم.
* * *
وذكر أنه وجّه سبعين حملًا من الرؤوس إلى سامرّا وأعلامًا كثيرة.
وشخص فيها موسى بن بُغا من سامرّا إلى هَمذان فنزلها.
وفيها خلَع المعتزّ على بُغا الشرابيّ في شهر رمضان، وألبسه التاج