للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأخرج خليفة: مسلم والضحاك قالا: أخبرنا سوادة بن أبي الأسود عن قتادة أن عمر بعث عتبة بن غزوان فغزا الأبلة (١٢٧). وأخرج كذلك: مرحوم بن عبد العزيز قال حدثني أبي عن خالد بن عمير العدوي قال: عزونا مع عتبة بن غزوان الأبلة فافتتحناها ثم عبرنا إلى الفرات (تأريخ خليفة / ١٢٧).
وأخرج الدينوري في الأخبار الطوال (١٢٣) أن عتبة بن غزوان رضي الله عنه كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أما بعد فإن لله الحمد وله الحمد فتح علينا الأبلة وهي مرفأ سفن البحر من عمان والبحرين وفارس والهند والصين، وأغنمنا ذهبهم وفضتهم وذراريهم وأنا كاتب إليك ببيان ذلك إن شاء الله.
وقد أشار محمد حميد الله في كتابه القيم (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) ص ٤١٩ إلى أن خبر كتاب عتبة بن غزوان إلى عمر عن فتح الأبلة وجوابه مذكور في كتاب الأموال لابن زنجويه (خطية) ورقة ٢١ / ب والله تعالى أعلم.

مسألة اختلاف المؤرخين في تاريخ بناء البصرة بعد فتح مينائها المعروف آنذاك بالأبلة
أكثر المؤرخين على أن عتبة بن غزوان هو الأمير الذي فتح منطقة الأبلة بما فيها الميناء (الثغر) ثم سفاها البصرة وخطط لمساكنها وبنى مسجدها، ولكن اختلف المؤرخون في تحديد سنة غزوها وفتحها وسنة تمصيرها وسنة وفاة أميرها الأول الصحابي الجليل عتبة بن غزوان رضي الله عنه وأرضاه.
وإليك أخي القارئ ما علمنا في هذه المسألة (وعلمنا قاصر ونسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا):
١ - أما المؤرخ المتقدم (خليفة بن خياط) ت ٢٢٦ هـ، فهو يرى أن الأبلة (البصرة) فتحت على يد عتبة بن غزوان رضي الله عنه وأن قول قطبة بن قتادة السدوسي في أنها غزيت سنة (١٢ هـ) بإمرة خالد بن الوليد غلط، ويشير خليفة إلى ما رواه هو في تأريخه عن عون بن كهمس عن عمران بن حديد قال: حدثنا رجل يقال له مقاتل عن قطبة بن قتادة السدوسي ... وفي آخره قال (أي: قطبة): وحمل علينا خالد بن الوليد في خيله فقلنا: إنا مسلمون، فتركنا وغدونا معه الأبلة فقسمناها بأيدينا (تأريخ خليفة / ١١٧) ولقد ذكر ابن حجر أن الحسن بن سفيان أخرج هذه الرواية في مسنده عن خليفة (شباب) عن عون به (الإصابة ٥/ ٢٣٩ / ت ٧١٣٥).
ويرى خليفة أن الصواب أن خالدًا قد مرّ مرورًا بالبصرة ولم يفتحها (هذا مفاد كلام خليفة في ص ١٢٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>