للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحجّ بالناس في هذه السنة محمدُ بن داود (١).

[ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

* * *

[[ذكر خبر حبس محمد بن عبد الملك الزيات ووفاته]]

فمن ذلك ما كان من غضب المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيات وحبسه إياه (٢).

* ذكر الخبر عن سبب ذلك وإلى ما آل إليه الأمر فيه:

أما السبب في غضبه عليه؛ فإنه كان - فيما ذكر - أنّ الواثق كان استوزر محمد بن عبد الملك الزيات وفوّض إليه الأمور؛ وكان الواثق قد غضب على أخيه جعفر المتوكل لبعض الأمور، فوكّل عليه عمر بن فرج الرُّخَّجيّ ومحمد بن العَلاء الخادم؛ فكانا يحفظانه ويكتبان بأخباره في كلّ وقت؛ فصار جعفر إلى محمد بن عبد الملك يسأله أن يكلِّم له أخاه الواثق ليرضَى عنه؛ فلمّا دخل عليه مكث واقفًا بين يديه مليًّا لايكلمه، ثم شار إليه أن يقعد فقعد؛ فلما فرغ من نظره في الكتب، التفت إليه كالمتهدّد له، فقال؟ ما جاء بك؟ قال: جئت لتسأل أمير المؤمنين الرّضا عني، فقال لمن حوله: انظروا إلى هذا، يُغضب أخاه، ويسألني أن استرضيَه له! اذهب فإنك إذا صلحت رضِيَ عنك؛ فقام جعفر كئيبًا حزينًا لمَا لقيه به من قُبْح اللقاء والتقصير به؛ فخرج من عنده؛ فأتى عمر بن فرج ليسأله أن يختم له صَكِّه ليقبض أرزاقه، فلقيه عمر بن فرج بالخيبة؛ وأخذ الصكَّ، فرمى به إلى صَحْن المسجد.


(١) وقال البسوي حج بنا محمد بن داود [المعرفة ١/ ٧٢] وانظر تأريخ خليفة (٣١٩).
وهنا توقف خليفة بن خياط رحمه الله (٣٣٢ هـ) عن تسجيل الوقائع والأحداث بالترتيب الحولي.
(٢) انظر المنتظم (١١/ ١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>