للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفلاة! فدلّهم على موضع الكوفة اليوم (١). (٣: ٥٩٨).

ذكر فتح حمْص

١٥٩ - حكى الطبريّ عن سيف في كتابه، عن أبي عثمان، قال: ولما بلغ هرقل الخبر بمقتل أهل المرْج أمر أمير حمص بالسَّير والمضيّ إلى حِمْص، وقال: إنّه بلغني أنّ طعامهم لحوم الإبل، وشرابهم ألبانها، وهذا الشتاء فلا تقاتلوهم إلّا في كلّ يوم بارد، فإنه لا يبقى إلى الصيف منهم أحد، هذا جُلّ طعامهم وشرابهم. وارتحل من عسكره ذلك، فأتى الرُّهاء، وأخذه عامله بحمص، وأقبل أبو عبيدة حتى نزل على حِمْص، وأقبل خالد بعده حتى ينزل


(١) ذكر الطبري هنا مقالته هكذا مبهمًا (قال بعضهم) وسنذكر ما يحضرنا في تمصير الكوفة وتأريخها وبالله التوفيق:
١ - أخرج أبو يوسف قال: وحدثني حصين عن أبي وائل قال: جاء سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حتى نزل القادسية (أو حين نزل القادسية) ... الخبر وفي آخره: فلما هزم سعد المشركين بجلولاء ولحقوا بنهاوند، رجع فبعث عمار بن ياسر فسار حتى نزل بالمدائن، فأراد أن ينزلها بالناس فاجتواها الناس وكرهوها، فبلغ عمر رضي الله عنه ذلك فسأل: هل يصلح بها الإبل؟ قالوا: لا، لأن بها البعوض. فقال عمر رضي الله تعالى عنه: إن العرب لا تصلح بأرض لا تصلح بها الإبل ارجعوا، فلقي سعد عباديًا فقال: أنا أدلكم على أرض ارتفعت عن البقة وتطأطأت عن السبخة وتوسطت الريف وظعنت في أنف البرية قالوا: هات. قال: أرض بين الحيرة والفرات. فاختط الناس الكوفة ونزلوها (الخراج / ٣٠) وإسناده حسن.
٢ - وأخرج البلاذري عن محمد بن سعد عن الواقدي (وهو متروك) أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقاص يأسره أن يتخذ للمسلمين دار هجرة وقيروانًا ... إلخ وفيه: فتحول إلى الكوفة فاختطها وأقطع الناس المنازل وأنزل القبائل منازلهم وبنى مسجدها وذلك سنة (١٧ هـ). (فتوح البلدان / ٣٨٧).
وأخرج البلاذري كذلك عن شيخه علي بن المغيرة الأثرم قال: وحدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى عن أشياخه قال: وأخبرني هشام بن الكلبي عن أبيه ومشايخ الكوفيين قالوا: لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة القادسية ... الخبر وفيه: ثم افتتح المدائن وأخذ أسبانبر وكردبنداذ عنوة فأنزلها جندها فاجتووها فكتب إلى سعد أن حوّلهم إلى سوق الحكمة. وبعضهم يقول: إلى كويفة والكوفة (فتوح البلدان / ٣٨٧). ولا يخفى ضعف هذا الإسناد. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>