للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر هزيمة مروان بن محمد بموقعة الزّاب]

وفي هذه السنة هُزم مروان بن محمد بالزّاب.

* ذكر الخبر عن هذه الوقعة وما كان سببها وكيف كان ذلك:

ذكر عليّ بن محمد أن أبا السريّ وجَبَلة بن فرّوخ والحسن بن رشيد وأبا صالح المروزيّ وغيرهم أخبروه أن أبا عون عبد الملك بن يزيد الأزديّ وجّهه قحطبة إلى شهرزُور من نهاوند، فقتل عثمان بن سفيان، وأقام بناحية الموْصِل وبلغ مَرْوان أن عثمان قد قُتِل، فأقبل من حرّان، فنزل منزلًا في طريقه، فقال: ما اسم هذا المنزل؟ قالوا: بَلْوى، قال: بل عَلْوى وبُشرى، ثم أتى رأس العين، ثم أتى الموصل، فنزل على دِجلة وحفر خندقًا فسار إليه أبو عَوْن، فنزل الزّاب، فوجّه أبو سلمة إلى أبي عون عيينة بن موسى والمنهال بن فتّان وإسحاق بن طلحة: كلّ واحد في ثلاثة آلاف؛ فلما ظهر أبو العباس بعثَ


= أبي شيبة أي [خرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان] مصنف ابن أبي شيبة / ١٥/ ١٩٦.
ومن العلماء من قال بأن المعنيَّ بهذا السفاح الذي يحثو المال حثيًا هو الخليفة العباسي الأول أبو العباس -كمال قال السندي: الظاهر أنه الذي مضى من بني العباس- وهذا يعني أن السفاح لقب فيه مدح وإطراء للخليفة أبي العباس لاسيما ما قال بعضهم دون تثبت -هذا لو سلّمنا بأن أبا العباس هو المعنى بهذا الحديث- فمن الأئمة المؤرخين من أهل السنة والجماعة من يشكك في كون أبي العباس المقصود من هذا الحديث ومنهم الحافظ ابن كثير رحمه الله- إذ قال في البداية والنهاية تعليقًا على روايات الحديث وفي أن المقصود بالحديث الخليفة العباسي الذي مضى نظر (أو كلامًا بهذا المعنى).
ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر حول إطلاق هذا اللقب على الخليفة العباسي الأول فقد فصّل في ذلك أخونا المفضال الدكتور إبراهيم الشهرزوي في كتابه القيّم [مناهج المحدثين في نقد الروايات التأريخية- رسالة دكتوراه] فيلراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>