كل ديوان رجلًا، فكان وإليه على زمام ديوان الخراج إسماعيل بن صُبيح، ولم يكن لبني أميَّة دواوين أزمَّة.
* * *
[ثم دخلت سنة تسع وستين ومائة ذكر الخبر عن الأحداث التي كانت فيها]
* * *
* ذكر الخبر عن خروجه إلها:
ذكر أن المهديّ كان في آخر أمره قد عزم على تقديم هارون ابنه على ابنِه موسى الهادي، وبعث إليه وهو بجُرجان بعض أهل بيته ليقطع أمر البيعة، ويقدّم الرّشيد فلم يفعل، فبعث إليه المهديّ بعضَ الموالي، فامتنع عليه موسى من القدوم، وضرب الرّسول، فخرج المهديّ بسبب موسى وهو يريده بجُرجان فأصابه ما أصابه.
وذكر الباهليّ أن أبا شاكر أخبره - وكان من كتَّاب المهديّ على بعض دواوينه - قال: سأل عليّ بن يقطين المهديَّ أن يتغدّى عنده، فوعده أن يفعل، ثم اعتزم على إتيان ماسَبَذان، فوالله لقد أمرَ بالرحيل كأنه يُساق إليها سوقًا، فقال له عليّ: يا أميرَ المؤمنين، إنك قد وعدتني أن تتغدّى عندي غدًا، قال: فاحمل غَدَاءك إلى النَّهروَان. قال: فحمله فتغدّى بالنَّهروان، ثم انطلق.
وفيها توفّي المهديّ.
* * *
[[ذكر الخبر عن وفاة المهدي]]
ذكر الخبر في سبب وفاته:
اختلف في ذلك، فذكر عن واضح قَهرمان المهديّ، قال: خرج المهدي يتصيد بقرية يقال لها الرذّ بماسَبَذان، فلم أزل معه إلى بعد العصر، وانصرفت إلى مضربي - وكان بعيدًا من مضربه - فلما كان في السَّحَر الأكبر ركبت لإقامة