للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الخبر عن الوقت الذي قتل فيه عثمان رضي الله عنه]

٢٤٩ - وكتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وأبي حارثة، وأبي عثمان، قالوا: قتِل عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضتْ من ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرًا واثنين وعشرين يومًا من مقتل عمر رضي الله عنه (١) (٤: ٤١٦).

وقال آخرون: قتل يوم الجمعة ضحوةً.

ذكر من قال ذلك:

٢٥٠ - ذكر عن هشام بن الكلبيّ: أنه قال: قُتل عثمان رضي الله عنه صبيحةَ الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، فكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا ثمانية أيام (٢). (٤: ٤١٧).


= غموض وخفاء الدور الذي لعبه -إن صح- في إذكاء نار الفتنة فاليهود على عادتهم يخنسون ويختفون عن الأنظار إذا لم تكن الشوكة لهم ويلعبون دورهم في الخفاء إذا ما كانت الدولة والجولة والصولة لغيرهم، فلا ضير إن أدّى ابن سبأ دوره بخفاء ونوع من الإيهام والتلبيس ولذلك جاءت الروايات التاريخية (حول دوره) غامضة أو ضعيفة، والله تعالى أعلم.
وعلى أية حالٍ فلا مبرر لتضخيم دوره في إحداث الفتنة، وقصارى ما يقال: إن له دورًا شارك فيه مع الطوائف الأخرى التي ذكرنا في أسباب الفتنة، والله تعالى أعلم.
(١) إسناده ضعيف ولكن له ما يشهد كما سنذكر بعد الرواية التالية.
(٢) إسناده ضعيف وله ما يشهد له، فقد جاء من طريق أبي عثمان النهدي قوله: (إن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق) المسند (٢/ ١٠) وصحح العلامة شاكر إسناده.
وكذلك أخرج البلاذري في أنساب الأشراف (٤/ ١ / ٥٧٤) عن نافع: أن عثمان رأى في الليلة التي قتل في صبيحتها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاه فقال له: أفطر عندنا يا عثمان. فقتل وهو صائم. وقال خالد الغيث: ورجال إسناده ثقات وقال الحافظ ابن كثير: ثم كان قتله رضي الله عنه في الجمعة بلا خلاف، قال سيف بن عمر عن مشايخه (في آخر ساعة) منها ونص عليه مصعب بن الزبير وآخرون.
وقال آخرون: ضحوة نهارها وهذا أشبه (البداية والنهاية ٧/ ١٩٨) قلنا: وهذا هو الأرجح والله تعالى أعلم.
أما عن تعيين ذلك بالثاني عشر أو الثامن عشر فإن الحافظ ابن كثير يرى أن الصحيح هو (١٨ من ذي الحجة) إذ يقول: وكان ذلك لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة على المشهور =

<<  <  ج: ص:  >  >>