وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي وأخرج الحاكم رواية أخرى في الصفحة السابقة ولكن من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: (رأيت جعفر بن أبي طالب ملكًا يطير مع الملائكة بجناحين). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولم يوافقه الذهبي وقال المديني: واه. (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٢٠٩). وقال الهيثمي في المجمع معقبًا علي رواية للحديث عند الطبراني في المعجم الكبير (ح ١٤٦٦): رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن (مجمع الزوائد ٩/ ٢٧٢). وحديث أبي هريرة أخرجه الترمذي في سننه (ح ٣٧٦٣) وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر وقد ضعفه يحيى بن معين وغيره. وعبد الله بن جعفر هو والد علي بن المديني. وفي الباب عن ابن عباس اهـ. قلنا: لقد ذكرنا رواية ابن عباس (عند الحاكم) وقال الحافظ في الفتح: إسناده جيد (فتح الباري ٧/ ٧٦). وأخرج البخاري في صحيحه (باب مناقب جعفر / ح ٣٧٠٩) من حديث عامر قال: (كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا حيّا ابن جعفر قال: السلام عليك يابن ذي الجناحين). وقال الحافظ ابن كثير: وجاء بالأحاديث تسميته بذي الجناحين. وروي البخاري عن ابن عمر أنه كان إذا سلَّمَ على ابنه عبد الله بن جعفر يقول: السلام عليك يابن ذي الجناحين وبعضهم يرويه عن عمر بن الخطاب نفسه. والصحيح ما في الصحيح عن ابن عمر قالوا: لأن الله تعالى عوّضه عن يديه بجناحين في الجنة؛ قد تقدم ما روي في ذلك (البداية والنهاية ٣/ ٥٠١).
مسألة في نتيجة هذه الغزوة: قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد أن ذكر روايات عند أحمد ومسلم: وهذا يقتضي أنهم غنموا منهم وسلبوا من أشرافهم وقتلوا من أمرائهم. وقد تقدم فيما رواه البخاري أن خالدًا رضي الله عنه قال: اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وما ثبت في يديّ إلا صفحة يمانية. وهذا يقتضي أنهم أثخنوا فيهم قتلًا، ولو لم يكن كذلك لما قدروا على التخلص منهم وهذا =