للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو جعفر: ومات في هذه السنة -أعني سنة اثنتين من الهجرة- في ذي الحجَّة عثمان بن مظعون، فدفنَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع، وجعل عند رأسه حَجَرًا علامة لقبره (١). (٤٨٥: ٢).

١١٢ - قال أبو جعفر: وأما الواقديّ، فإنّه زعم أنّ ابن أبي سَبْرة حدّثه عن إسحاق بن عبد الله عن أبي جعفر، أن عليّ بن أبي طالب - عليه السلام - بنَى بفاطمة عليها السَّلام في ذي الحجَّة، على رأس اثنين وعشرين شهرًا.

قال أبو جعفر: فإن كانت هذه الرواية صحيحة فالقول الأول باطل (٢).

(٢: ٨٦/ ٤٨٥).

[ثم دخلت السنة الثالثة من الهجرة خبر كعب بن الأشرف]

١١٣ - كما حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سَلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن المغيث بن أبي بُرْدة بن أسير الظَّفْرِيّ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعاصم بن عمر بن قتادة، وصالح بن أبي أمامة بن سهل، قال: كلٌّ قد حدثني بعض حديثه، قال: قال كعب بن الأشرف - وكان رجلًا من طيء، ثم أحد بني نَبْهان، وكانت أمّه من بني النَّضير، فقال حين بلغه الخبر: ويلكم أحَقٌّ هذا! أتروْن أنّ محمدًا قتل هؤلاء الَّذين يسمِّي هذان الرجلان -


= وأخرجه الترمذي (ح ١٥٦١) وقال: حسن غريب وصحح الساعاتي إسناده (الفتح الرباني ١٧/ ٢٢١).
(١) صحيح.
(٢) في إسناده الواقدي وهو متروك ولكن متنه أقرب إلى الروايات الصحيحة مما ذكره الواقدي قبل ذلك.
ولذلك قال الطبري: فإن كانت هذه الرواية صحيحة فالقول الأول باطل.
قلنا: أخرج البخاري في صحيحه (المغازي / ح ٤٠٠٣) عن علي رضي الله عنه قال: (كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ، فلما أردت أبتني بفاطمة عليها السلام بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث).
وأخرجه مسلم (ح ١٩٧٩) وأخرج البيهقي في دلائل النبوة (٣/ ١٦٢) عن ابن مندة: (أن عليًّا رضي الله عنه تزوج فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة وابتنى بها بعد ذلك بنحو من سنة وولدت لعلي الحسن والحسين ومحسنًا وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى) والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>