ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث
٣٩ - ففيها وَجَّه أبو بكر رحمه الله الجيوشَ إلى الشام بعد منصرَفه من مكَّة إلى المدينة.
حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمَّد بن إسحاق، قال: لما قَفَل أبو بكر من الحجّ سنة اثنتي عشرة جهّز الجيوش إلى الشام، فبعث عمرو بن العاص قِبَلَ فلسْطِين، فأخذ طريق المُعْرِقة على أيلَة، وبعث يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجرَّاح وشُرحبيل بن حَسَنة - وهو أحد الغَوْث - وأمرهم أن يسلُكوا التَّبُوكيَّة على البلقاء من عَلْياء الشام (١). (٣: ٣٨٧).
٤٠ - كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي صفيَّة التَّيمي؛ تَيم بن شيبان، وطلحة عن المغيرة، ومحمد عن أبي عثمان، قالوا: أمرَ أبو بكر خالدًا بأن ينزلَ تَيماء، ففصل ردءًا حتَّى ينزل بتَيماءَ؛ وقد أمره أبو بكر ألّا يبرَحها، وأنْ يدعُوَ مَن حَوْله بالانضمام إليه، وألّا يقبل إلّا ممَّن لم يرتدّ، ولا يقاتل إلّا من قاتله؛ حتى يأتيَه أمرُه. فأقام فاجتمع إليه جموع كثيرة؛ وبلغ الرّوم عِظَمُ ذلك العسكر، فضربوا على العرب الضَّاحية البعوث بالشام إليهم؛ فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بذلك، وبنزول من استنفرت الرّوم؛ ونفر إليهم من بَهْراء وكلْب وسليح وتَنُوخ ولَخْم وجُذام وغَسَّان من دون زِيزاءَ بثلاث؛ فكتب إليه أبو بكر: أن أقدم ولا تُحْجِم واستنصر الله؛ فسار إليهم خالد، فلمَّا دنا منهم تفرّقوا وأعروا منزلهم؛ فنزله ودخل عامة مَن كان تجمَّع له في الإسلام" وكتب خالد إلى أبي بكر بذلك؛ فكتب إليه أبو بكر: أقدِم ولا تقتحمنّ حتى لا تُؤتَى مِن خلفك. فسار فيمن كان خرج معه من تَيماء وفيمَن لحق به من طَرَف الرمل؛ حتى نزلوا فيما بين آبل وزِيزاء والقسطل؛ فسار إليه
(١) إسناده ضعيف وكذلك أخرجه خليفة عن ابن إسحاق معضلًا ومختصرًا (تأريخ خليفة ١١٩) وأخرجه الذهبي كما عند خليفة (تأريخ الإسلام - عهد الخلفاء الراشدين / ٨١) وسنذكر ما يؤيده بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥) إن شاء الله.