(٢) إسناده ضعيف لأنه من طريق الواقدي. قلنا: والروايتان السابقتان تتفقان في أنه رضي الله عنه حجّ سنة اثنتي عشرة أي أنه حج في أواخر خلافته رضي الله عنه وهذا ما يكرره الطبري في الرواية (٣/ ٣٨٧ / ٢١١) عن ابن إسحاق معضلًا. ولكن الطبري نفسه ذكر قولًا آخر هو أنه رضي الله عنه لم يحج بنفسه وإنما بعث عمرًا ليحج بالناس أو عبد الرحمن بن عوف (٣/ ٣٨٦ / ٢١٠) عن ابن إسحاق معضلًا. قلنا: وكلا القولين عند الطبري بإسناد ضعيف إلّا أنّا ذكرنا الروايتين (٢٠٨، ٢٠٩) في قسم الصحيح لأن لهما ما يؤيد أصلهما من أنه حج في خلافته رضي الله عنه فقد أخرج البخاري عن عبد الرحمن بن نوفل أنه سأل عروة بن الزبير فقال: (قد حج النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتني عائشة رضي الله عنها أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت ثم لم تكن له عمرة. ثم حجّ أبو بكر رضي الله عنه فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة، ثم حج عمر رضي الله عنه مثل ذلك ... الحديث). (فتح الباري ٣/ ٥٨٠ / ٧٥٥). وكذلك أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صدرًا من خلافته (فتح الباري ٣/ ٥٩٥). فهاتان الروايتان في الصحيح تؤكدان استمرار الخلفاء على سيرته - صلى الله عليه وسلم - من بعد وفاته وإلا فما الداعي للاستدلال بفضل الخلفاء الراشدين في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما العبرة من ذكر فعلهم أنهم ساروا على سنته من بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - ومرادنا من ذكر هاتين الروايتين أنه رضي الله عنه حج في خلافته فذلك تأييد لما ورد في الروايتين الضعيفتي الإسناد عند الطبري والله أعلم.