للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين أيديهم والكمين من خلْفهم، فلم يرَ رجلٌ منهم مقتلَ صاحبه؛ ومضى الأندرْزَغَر في هزيمته، فمات عطشًا. وقام خالد في الناس خطيبًا يرغِّبهم في بلاد العَجَم، ويزهّدهم في بلاد العرب، وقال: ألا تروْن إلى الطَّعام كرفْغَ التراب وبالله لو لم يلزمنا الجهادُ في الله والدعاء إلى الله عزّ وجلّ ولم يكن إلّا المعاش؛ لكان الرأي أن نقارعَ على هذا الرّيف حتى نكونَ أولى به، ونولي الجوعَ والإقلال مَن تولّاه ممّن اثَّاقل عمَّا أنتم عليه. وسار خالد في الفلاحين بسيرته فلم يقتلهم، وسبَى ذراريّ المقاتلة ومن أعانهم، ودعا أهلَ الأرض إلى الجزاء والذمَّة، فتراجعوا (١). (٣: ٣٥٤).

١٣٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف -وحدّثنا عبيد الله، قال: حدّثني عمِّي عن سيف- عن عمرو، عن الشَّعبيّ، قال: بارز خالد يوم الوَلَجة رجلًا من أهل فارس يُعدَل بألف رجل فقتله، فلمَّا فرغ اتَّكأ عليه، ودعا بغدَائه. وأصاب في أناس من بكْر بن وائل ابنًا لجابر بن بُجير وابنًا لعبد الأسود (٢). (٣٥٤: ٣).

خبر أُلّيس، وهي على صُلْب الفرات

١٣١ - قال أبو جعفر: حدّثنا عُبيد الله، قال: حدّثني عمِّي، قال: حدّثنا سيف عن محمد بن طلحة، عن أبي عثمان، وطلحة بن الأعلم عن المغيرة بن عتيبة. وأمّا السَّريّ فإنه قال فيما كتب إليّ: حدّتنا شُعيب عن سيف، عن محمَّد بن عبد الله عن أبي عثمان، وطلحة بن الأعلم عن المغيرة بن عُتَيبة، قالا: ولمَّا أصاب خالد يوم الوَلَجة مَن أصاب من بكْر بن وائل من نصاراهم الَّذين أعانوا أهلَ فارس؛ غضب لهم نصارى قومِهم؛ فكاتبوا الأعاجم، وكاتبتهم الأعاجم، فاجتمعوا إلى ألَّيس، وعليهم عبد الأسود العِجْليّ، وكان أشدّ الناس على أولئك النَّصارى مسلمو بني عِجْل: عُتيبة بن النَّاس، وسعيد بن مُرّة، وفرات بن حَيَّان، والمثنَّى بن لاحق، ومذعور بن عديّ. وكتب أردشير إلى


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>