بها، ورمَّ الحصون فيما بين برزَندْ وأردبيل، وأنزل محمد بن يوسف بموضع يقال لهُ خُش، فاحتفر فيه خندقًا، وأنزلَ الهيثم الغنوي القائد من أهل الجزيرة في رستاق يقال لهُ أرشق، فرمَّ حصنه وحفر حوله خندقًا، وأنزلَ عَلّويه الأعور من قُوَادِ الأبناء في حصن ممَّا يلي أردبيل يسمى حصن النهر؛ فكانت السابلة والقوافل تخرجُ من أردبيل معها من يُبذرِقها حتى تصل إلى حصن النَّهر، ثم يُبَذْرقها صاحب حصن النهر إلى الهيثم الغنوي، ويخرجُ هيثم فيمن جاء من ناحيته حتى يسلمه إلى أصحابِ حصن النَّهر، ويُبَذْرق مَن جاء من أردبيل حتى يصير الهيثم وصاحب حصن النهر في منتصف الطريق، فيسلِّمَ صاحب حصن النهر مَنْ معهُ إلى هيثم، ويسلم هيثم من معهُ إلى صاحب حصن النهر؛ فيسير هذا مع هؤلاء؛ وهذا مع هؤلاء. وِإنْ سبقَ أحدهما صاحبه إلى الموضع لم يَجُزْه حتى يجيء الآخر؛ فيدفع كلَّ واحدٍ منهما مَنْ معهُ إلى صاحبهِ ليُبذْرقهم، هذا إلى أردبيل، وهذا إلى عسكر الأفشين، ثم يُبَذْرق الهيثم الغنوي مَنْ كانَ معهُ إلى أصحاب أبي سعيد؛ وقد خرجوا فوقفوا على منتصف الطريق، معهم قوم، فيدفع أبو سعيد وأصحابه مَنْ معهم إلى الهيثم، ويدفعُ الهثيم مَنْ معهُ إلى أصحاب أبي سعيد، فيصيرُ أبو سعيد وأصحابه بمَنْ في القافلة إلى خُش، وينصرف الهيثم وأصحابهُ بمن صار في أيديهم إلى أرشق حتى يصيروا به من غد، فيدفعوهم إلى عَلَّويه الأعور وأصحابه ليوصلوهم إلى حيث يريدون، ويصير أبو سعيد ومن معه إلى خُش، ثم إلى عسكر الأفشين، فتلقاه صاحب سيارة الأفشين، فيقبص منه من في القافلة، فيؤديهم إلى عسكر الأفشين؛ فلم يزل الأمرُ جاريًا على هذا؛ وكلما صارَ إلى أبي سعيد أو إلى أحدِ من المسالح أحدٌ من الجَواسيس وجهّوا به إلى الأفشين؛ فكانَ لا يقتلُ الجواسيس ولا يضربُهم، ولكن يهب لهم ويصلهم ويسألهم ما كان بابك يعطيهم، فيُضعفه لهم، ويقول للجاسوس: كن جاسوسًا لنا.
[[ذكر خبر وقعة الأفشين مع بابك بأرشق]]
وفيها كانت وقعة بين بابك وأفشين بأرشق، قتلَ فيها الأفشين من أصحاب