للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان فيهم عامر الشعبيّ، وسعيد بنُ جبير، وأبو البختريّ الطائيّ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.

ثمَّ إنهم أخذوا يتزاحفون في كلّ يوم ويقتتلون؛ وأهل العراق تأتيهم موادّهم من الكوفة ومن سواِدها فيما شاؤوا من خِصبِهم، وإخوانُهم من أهل البَصْرة وأهل الشام في ضِيق شديد، قد غلتْ عليهم الأسعار، وقَلّ عندهم الطعام، وفَقَدوا اللّحم، وكانوا كأنهم في حصار، وهم على ذلك يُغادون أهلَ العراق ويراوِحُونهم، فيقَتتلون أشدّ القتال، وكان الحجاجُ يُدنى خندقه مرّة وهؤلاء أخرى، حتى كان اليوم الذي أصيبَ فيه جَبلة بن زحْر، ثمّ إنه بعث إلى كُمَيل بن زياد النخعيّ وكان رَجُلًا رَكينًا وقورًا عند الحرب، له بأس وصوتٌ في الناس، وكانت كتيبتُه تُدعى كتيبة القرّاء، يُحمل عليهم فلا يكادون يبرحون، ويحملون فلا يكذبون، فكانوا قد عرفوا بذلك، فخرجوا ذات يوم كما كانوا يخرجون، وخرج الناسُ، فعبّى الحجاج أصحابَه، ثمّ زحف في صُفوفه، وخرج ابن محمّد في سبعة صفوف بعضها على أثَر بعض، وعبّى الحجاج لكتيبة القرّاء التي مع جَبلَة بن زَحْر ثلاث كتائب، وبعث عليها الجرّاح بن عبد الله الحَكَميّ، فأقبلوا نحوَهم (١). (٦/ ٣٤٩ - ٣٥٠).

قال أبو مخنف: حدّثني أبو يزيد السَّكْسَكيّ، قال: أنا والله في الخيلِ التي عُبِّيت لجبلَة بن زَحْر، قال: حملْنا عليه وعلى أصحابه ثلاث حملات؛ كلّ كتيبة تحمل حَمْلة، فلا والله ما استنقَصْنا منهم شيئًا (٢). (٦/ ٣٥٠).

ذكر الخبر عن وفاة المغيرة بن المهلّب

وفي هذه السنة تُوُفِّي المغيرةُ بنُ المهلّب بخُراسانَ.

ذكَر عليّ بنُ محمَّد، عن المفضل بن محمَّد، قال: كان المغيرةُ بنُ المهلب خليفةَ أبيه بمَرْو على عَمله كله، فمات في رجَب سنة اثنتين وثمانين، فأتى الخبر يزيد، وعلمَه أهلُ العسكر فلم يُخبِروا المهلّب، وأحبّ يزيد أن يبلّغه، فامر


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>