للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أذى المشركين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

٣٦ - ولم يزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مقيمًا مع قُريش بمكّة يدعوهم إلى الله سرًّا وجهرًا، صابرًا على أذاهم وتكذيبهم إياه واستهزائهم به، حتى إن كان بعضهم -فيما ذكر- يطرح عليه رحِم الشاة وهو يصلّي، ويطرحها في بُرْمته إذا نُصبت له؛ حتى اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم -فيما بلغني- حجرًا يستتر به منهم إذا صلّى (١).

[وفاة خديجة وأبي طالب]

٣٧ - وذلك فيما حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: قبل هجرته إلى المدينة بثلاث سنين، فعظُمت المصيبة على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بهلاكهِما؛ وذلك أن قريشًا وصلُوا من أذاه بعد موت أبي طالب إلى ما لم يكونوا يصلُون إليه


= أشدهم في ذلك صنيعًا هشام بن عمرو بن الحارث العامري ... إلخ.
وفي آخر الأمر أخرجوا الصحيفة فمزقوها وأبطلوا حكمها (الفتح ٧/ ١٩٢).
أما تفاصيل القصة فقد رواها ابن إسحاق بلاغًا (سيرة ابن هشام ١/ ٤٣٠ - ٤٣٤) وأخرجه البيهقي مرسلًا عن الزهري وأبي الأسود (الدلائل ٢/ ٣١١ - ٣١٤) وقال الأستاذ العمري في صحيح السيرة (١/ ١٨١): وإذا لم تثبت تفاصيل دخول المسلمين شعب أبي طالب فإن أصل الحادث ثابت، كما أن ذلك لا يعني عدم وقوع تفاصيل الحادث تأريخيًا فإن عروة رائد مدرسة المغازي وهو يروي عن الصحابة في الغالب. اهـ.
(١) ذكر الطبري بلاغًا (فقال: كان بعضهم -فيما ذكر- يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي) وقد ورد نحو هذا في الصحيح.
فقد أخرج البخاري في كتاب الصلاة باب المرأة تطرح عن المصلي شيئًا من الأذى، وفي كتاب مناقب الأنصار باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من المشركين. عن عبد الله بن مسعود قال: (بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى جزور بني فلان فيأخذه، فيظل في كتفي محمد إذا سجد، فانبعث شقي القوم فأخذه، فلما سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه ... إلى آخر الحديث).
وانظر فتح الباري (١/ ٥٩٤) و (٧/ ١٦٥) وكذلك صحيح مسلم، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين (١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>