للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أنه كتب إلي هشام كتابًا غاظَه، فكتب إليه هشام: يا بن أمّ خالد؛ قد بلغني أنك تقول: ما ولاية العراق لي بشرف؛ فيابن اللخناء، كيف لا تكون إمرة العراق لك شرفًا، وأنت مِنْ بجيلة القليلة الذليلة! أما والله إني لأظنّ أنّ أوّل من يأتيك صغير من قريش، يشدّ يديْك إلي عنقك.

وذكر أن هشامًا كتب إليه: قد بلغني قولك: أنا خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز؛ ما أنا بأشرف الخمسة، أما والله لأرُدّنك إلي بَغْلتِك وطَيْلسانك الفيروزيّ.

وذكر أن هشامًا بلغه أنه يقول لابنه: كيف أنت إذا احتاج إليك بنو أمير المؤمنين! فظهر الغضب في وجهه.

وقيل: إن هشامًا قدم عليه رجل من أهل الشأم، فقال: إني سمعت خالدًا ذكر أمير المؤمنين بما لا تنطلِق به الشفتان؛ قال: قال: الأحول؟ قال: لا، بل قال أشدّ من ذلك، قال: فما هو؟ قال: لا أقوله أبدًا، فلم يزل يبلغه عنه ما يكره حتي تغيّر له.

وذكر أن دهقانًا دَخل علي خالد، فقال: أيّها الأمير، إنّ غلة ابنك قد زادت علي عشرة آلاف ألف؛ ولا آمنُ أن يبلغ هذا أمير المؤمنين فيستكثره. وإنّ الناس يحبون جسدَك، وأنا أحبّ جسدك وروحك؛ قال: إن أسد بن عبد الله قد كلّمني بمثل هذا، فأنت أمرته؟ قال: نعم، قال: ويحك! دع ابني، فلربما طلب الدّرْهم فلم يقدر عليه.

ثم عزم هشام -لما كثر عليه ما يتّصل به عن خالد من الأمور التي كان يكرهها- علي عزله؛ فلما عزم علي ذلك أخفي ما قد عزم له عليه من أمره.

* * *

ذكر الخبر عن عمل هشام في عزل خالد حين صحّ عزمُه علي عزله

ذكر عمر أن عُبيد بن جنّاد حدّثه أنه سمع أباه وبعض الكتبة يذكر أن هشامًا أخفي عَزْل خالد، وكتب إلي يوسف بخطّه -وهو علي اليمن- أن يُقبِل في ثلاثين

<<  <  ج: ص:  >  >>