للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أصحابه. فخرج يوسف حتي صار إلي الكوفة، فعرّس قريبً منها، وقد ختن طارق -خليفة خالد علي الخراج- ولدَه؛ فأهدي له ألف عتيق وألف وصيف؛ وألف وصيفة سوي الأموال والثياب وغير ذلك؛ فمرّ العاسّ بيوسف وأصحابه ويوسف يصلي ورائحة الطيب تنفح من ثيابه، فقال: ما أنتم؟ قالوا: سفّار؛ قال: فأين تريدون؟ قالوا: بعض المواضع، فأتوا طارقًا وأصحابَه، فقالوا: إنا رأينا قومًا أنكرناهم، والرأي أن نقتلهم، فإن كانوا خوارجَ استرحنا منهم؛ وإن كانوا يريدونكم عرفتم ذلك فاستعددتم علي أمرهم، فنهوْهم عن قتلهم؛ فطافوا؛ فلما كان في السَّحر وقد انتقل يوسف وصار إلي دور ثَقيف، فمرّ بهم العاسّ، فقال: ما أنتم؟ فقالوا: سفّار، قال: فأين تريدون؟ قالوا: بعض المواضع، فأتوا طارقًا وأصحابه، فقالوا: قد صاروا إلي دور ثَقيف والرأي أن نقتلهم، فمنعوهم وأمر يوسف بعض الثَّقفيّين، فقال: اجمع لي مَن بها من مُضر. ففعل، فدخل المسجد مع الفجْر، فأمر المؤذّن بالإقامة، فقال: حتي يأتي الإمام؛ فانتهره فأقام، وتقدّم يوسف فقرأ: "إذا وقعت الواقعة"، و"سأل سائل"، ثم أرسل إلي خالد وطارق وأصحابهما، فأخِذوا وإنّ القُدور لتغلِي (١).

قال عمر: قال عليّ بن محمد، قال: قال الربيع بن سابور مولي بني الحَرِيش -وكان هشام جعل إليه الخاتم مع الحَرس: أتي هشامًا كتابُ خالدٍ فغاظه، وقدم عليه في ذلك اليوم جندب مولي يوسف بن عمر بكتاب يوسف، فقرأه ثم قال لسالم مولي عنبسة بن عبد الملك: أجِبْه عن لسانك، وكتب هو بخطّه كتابًا صغيرًا، ثم قال لي: ائتني بكتاب سالم- وكان سالم علي الديوان- فأتيتُه به، فأدرج فيه الكتاب الصّغير، ثم قال لي: اختمه ففعلت، ثم دعا برسول يوسف، فقال: إن صاحبك لمتعدٍّ طوَره، ويسأل فوق قدره؛ ثم قال لي: مَزِّق ثيابَه، ثم أمر به فضرب أسواطًا، فقال: أخرجه عنّي وادفع إليه كتابه. فدفعتُ إليه الكتاب، وقلت له: ويلك! النّجاء! فارتاب بَشير بن أبي ثلجة من أهل الأردنّ، وكان خليفة سالم وقال: هذه حيلة؛ وقد ولّي يوسف العراق؛ فكتب إلي عامل لسالم على أجمَة سالم، يقال له عياض: إنّ أهلك قد بعثوا إليك بالثوب اليماني؛


(١) لم نجد لوالد عبيد بن جناد ترجمة ولم نجد ما يؤيد هذا الخبر من مصدر متقدم والخبر فيه نكارة ومبالغة واضحة تدل علي أن الخبر غير صحيح بل موضوع والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>