للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبسه، فكان الحسن بن رجاء يلْقاه في طريق سامراء، فقال البحتريّ الطائيّ:

عَفَا عليُّ بن إسحاق بفتكَتِهِ ... على غرَائِب تِيهٍ كنَّ في الحسَنِ

أَنْسَتهُ تَنقِيعَهُ في اللفظ نازلةٌ ... لم تُبق فيه سوى التسليمِ للزمن

فلم يكن كابنِ حُجْرٍ حين ثار ولا ... أَخي كليبٍ ولا سيفِ بن ذي يزنِ

ولم يُقَلْ لك في وِترٍ طلبتَ به ... تلك المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبنِ

* * *

وفيها مات محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، فصلّى عليه المعتصم في دار محمد.

* * *

[ذكر الخبر عن موت الأفشين] (١)

وفيها مات الأفشين.

ذكر الخبر عن موته وما فُعل به عند موته وبعده

ذكر عن حمدون بن إسماعيل، أنه قال: لما جاءت الفاكهة الحديثة، جمع المعتصم من الفواكه الحديثة في طبَق، وقال لابنه هارون الواثق: اذهب بهذه الفاكهة بنفسك إلى الأفشين، فأدخلها إليه، فحمِلت مع هارون الواثق حتى صعد بها إليه في البناء الذي بُني له الذي يسمى لؤلؤة؛ فحُبِس فيه؛ فنظر إليه الأفشين، فافتقد بعضَ الفاكهة؛ إما الإجاص وإما الشاهلوج؛ فقال للواثق: لا إله إلا لله، ما أحسنه من طبق، ولكن ليس لي فيه إجّاص ولا شاهلوج! فقال له الواثق: هو ذا، انصرف أوجِّه به إليك، ولم يمسّ من الفاكهة شيئًا؛ فلما أراد الواثق الانصراف قال له الأفشين: أقرئ سيدي السلام، وقل له: أسألك أن


(١) وكذلك ذكر ابن الجوزي وفاته ضمن وفيات سنة (٢٢٦ هـ) وروى عن أبي بكر الصولي الأخباري: قال: مات في الحبس وصلب بعد ذلك بباب العامة في شعبان [المنتظم ١١/ ١١٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>