للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي بلال في السجن فليعهدْ فإنه مقتول، فسمع ذلك مرداس، وبلغ الخبرُ صاحبَ السجن، فبات بليلة سوء إشفاقًا من أن يعلم الخبر مِرداس فلا يرجع، فلما كان الوقت الذي كان يرجع فيه إذا به قد طلع، فقال له السجّان: هل بلغك ما عزم عليه الأمير؟ قال: نعم؛ قال: ثمّ غدوتَ! قال: نعم، ولم يكن جزاؤك مع إحسانك أن تعاقَب بسببي؛ وأصبح عُبيد الله فجعل تقتل الخوارج، ثم دعا بمرداس، فلمّا حضر وَثَب السجّان -وكان ظئرًا لعبيد الله- فأخذ بقدمه، ثم قال: هب هذا؛ وقصّ عليه قصّته، فوهبه له وأطلَقه (١). (٥: ٣١٣).

وقيل: مات في هذه السنة عُميرة بن يثربيّ قاضي البَصرة، واستُقضِيَ مكانَه عليها هشامُ بن هُبيرة.

وكان على الكوفة في هذه السنة عبد الرحمن بن أمّ الحَكَم. وقال بعضهم: كان عليها الضحّاك بن فقيس الفِهْريّ، وعلى البَصْرة عُبيد الله بن زياد، وعلى قضاء الكوفة شُريح.

وحجّ بالناس الوليدُ بنُ عُتبة في هذه السنة، كذلك قال أبو معشر والواقديّ (٢). (٥: ٣١٤).

[ثم دخلت سنة تسع وخمسين ذكر ما كان فيها من الأحداث]

ففيها كان مَشتَى عَمرو بن مرّة الجُهَنيّ أرض الروم في البرّ؛ قال الواقديّ: لم يكن عامَئذٍ غزوٌ في البحر. وقال غيره: بل غزا في البحر جُنادة بنُ أبي أميّة.

وفيها عُزِل عبدُ الرحمن بن أمّ الحكم عن الكوفة، واستُعمل عليها النعمانُ بنُ بَشير الأنصاريّ؛ وقد ذكرنا قبلُ سببَ عزل ابن أمّ الحَكَم عن الكوفة (٣). (٣١٥: ٥)


(١) إسناده معضل.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>