منها، وقال قائل هذه المقالة: مات محمد بن إسحاق بن إبراهيم في هذا الشهر لأربع بقين منه. وذكر عن القاسم بن أحمد الكوفيّ، أنّه قال: كنت في خدمة الفتح بن خاقان في سنة خمس وثلاثين ومائتين، وكان الفتح يتولّى للمتوكل أعمالًا، منها أخبار الخاصة والعامّة بسامراء والهارونيّ وما يليها؛ فورد كتاب إبراهيم بن عطاء المتولي الأخبارَ بسامراء يذكر وفاة الحسن بن سهل، وأنه شرب شربة دواء في صبيحة يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة من سنة خمس وثلاثين ومائتين أفرطت عليه، وأنه توفِّيَ في هذا اليوم وقت الظهر، وأنّ المتوكل أمر بتجهيز جهازه من خزائنه. فلمّا وضع على سريره تعلق به جماعة من التجار من غرماء الحسن بن سهل، ومنعوه من دفنه، فتوسّط أمرهم يحيى بن خاقان وإبراهيم بن عتّاب ورجل يعرف ببرغوث؛ فقطعوا أمرهم، ودفن. فلما كان من الغد ورَد كتاب صاحب البريد بمدينة السلام بوفاة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بعد الظهر يوم الخميس لخمس خلوْن من ذي الحجة، فجزع عليه المتوكل جزعًا، وقال: تبارك الله وتعالى! كيف توافت منيّة الحسن ومحمد بن إسحاق في وقت واحد!
* * *
[ذكر خبر هدم قبر الحسين بن علي](١)
وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن عليّ وهدْم ما حوله من المنازل والدّور، وأن يُحرَث ويُبذر ويُسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه؛ فذكر أنّ عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبَق، فهرب الناس، وامتنعوا من المصير إليه، وحُرِث ذلك الموضع، وزُرع ما حواليه.
* * *
(١) لم نجد لهذا الخبر أثرا عند المؤرخين المتقدمين الثقات وقد ذكره ابن الجوزي كما عند الطبري [المنتظم ١١/ ٢٣٧].