فمن ولده المهديّ - واسمه محمَّد - وجعفر الأكبر، وأمّهما أروى بنت منصور أخت يزيد بن منصور الحميريّ؛ وكانت تكنى أم موسى؛ وهلك جعفر هذا قبل المنصور.
وسليمان وعيسى ويعقوب، وأمهم فاطمة بنت محمَّد، من ولد طلحة بن عبيد الله.
وجعفر الأصغر، أمّه أمّ ولد كرديّة، كان المنصور اشتراها فتسرّاها، وكان يقال لابنها: ابن الكرديّة.
وصالح المسكين، أمّه أم ولد روميّة، يقال لها قالى الفرّاشة.
والقاسم، مات قبل المنصور، وهو ابن عشر سنين، وأمه أم ولد تعرف بأم القاسم، ولها بباب الشأم بستان يعرف إلى اليوم ببستان أمّ القاسم.
والعالية، أمّها امرأة من بني أميّة، زوّجها المنصور من إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العباس، وذكر عن إسحاق بن سليمان أنَّه قال: قال لي أبي: زوّجتك يا بنيّ أشرف النَّاس؛ العالية بنت أمير المؤمنين. قال: فقلت: يا أباه، مَنْ أكفاؤنا؟ قال: أعداؤنا من بني أميّة.
* * *
[ذكر الخبر عن وصاياه]
ذكر عن الهيثم بن عديّ أن المنصور أوصى المهديّ في هذه السنة لما شخص متوجِّهًا إلى مكّة في شوّال، وقد نزل قصر عَبْدويه، وأقام بهذا القصر أيامًا والمهديّ معه يوصيه، وكان انقضّ في مقامه بقصر عبدويه كوكب، لثلاثٍ بقِينَ من شوّال بعد إضاءة الفجر، وبقي أثره بيِّنًا إلى طلوع الشَّمس، فأوصاه بالمال والسلطان؛ يفعل ذلك كلّ يوم من أيَّام مقامه بالغدَاة والعشيّ، لا يفتر عن ذلك، ولا يفترقان إلّا تحريكًا. فلما كان اليوم الذي أراد أن يرتحل فيه، دعا المهديّ، فقال له: إنِّي لم أدع شيئًا إلَّا قد تقدمتُ إليك فيه، وسأوصيك بخصال والله