للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية، فدعا إلى نفسه، وذلك في ذي الحجة منها - فطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إياه بدمشق - وكان عامل محمد عليها - فلم يفلت منه إلا بعد اليأس، فوجّه إليه محمد المخلوع الحسين بن عليّ بن عيسى بن ماهان، فلم ينفذ إليه، ولكنه لما صار إلى الرّقة أقام بها (١).

[[طرد طاهر عمال الأمين عن قزوين وكور الجبال]]

وفي هذه السنة طرد طاهر عمّال محمد عن قزوين وسائر كور الجبال.

* وذكر الخبر عن سبب ذلك:

ذكر عليّ بن عبد الله بن صالح أنّ طاهرًا لما توجّه إلى عبد الرحمن الأبناويّ بهمذَان، تخوّف أن يثب به كثير بن قادرة - وهو بقَزوين عامل من عمال محمد - في جيش كثيف إن هو خلفه وراءَ ظهره، فلمّا قرب طاهر من هَمَذان أمر أصحابه بالنزول فنزلوا. ثم ركب من ألف فارس وألف راجل، ثم قصد قصْد كثير بن قادره، فلمّا قرب منه هرب كثير وأصحابه. وأخْلَى قزوين، وجعل طاهر فيها جندًا كثيفًا، وولّاها رجلًا من أصحابه، وأمر أن يحارب مَنْ أراد دخولها من أصحاب عبد الرحمن الأبناويّ وغيرهم.

[ذكر قتل عبد الرحمن بن جبلة الأبناويّ]

وفي هذه السنة قتِل عبد الرحمن بن جبلة الأبناوي بأسداباذ (٢).

* ذكر الخبر عن مقتله:

ذكر عبد الرحمن بن صالح أن محمدًا المخلوع لمّا وجّه عبد الرحمن الأبناويّ إلى هَمَذان، أتبعه بابني الحَرَشيّ: عبد الله وأحمد، في خيل عظيمة في أهل بغداد، وأمرَهما أن ينزلا قصر اللصوص، وأن يسمعا ويطيعا لعبد الرحمن،


(١) انظر الخبر في البداية والنهاية (٨/ ١٣٦) وللخبر تتمة.
(٢) وقال خليفة ضمن حديثه عن وقائع سنة (١٩٥ هـ): وفيها قتل طاهر: عبد الرحمن بن جبلة الأبناوي [تأريخ خليفة/ ٣٠٩] وانظر تعليقنا في آخر الخبر [٨/ ٤١٥/ ٥٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>