للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت سنة أربع وتسعين ومائة ذكر الخبر عمّا كان فيها من الأحداث

فمن ذلك ما كان من مخالفة أهل حِمْص عاملهم إسحاق بن سليمان، وكان محمّد ولاه إياها، فلمّا خالفوه انتقل إلى سلمْيَة، فصرفه محمد عنهم، وولّي مكانه عبد الله بن سعيد الحرَشيّ ومعه عافية بن سليمان، فحبس عدّةً من وجوههم، وضرب مدينتهم من نواحيها بالنار، وسألوه الأمان فأجابهم، وسكنوا ثم هاجوا، فضرب أيضًا أعناق عدّة منهم (١).

وفيها عزل محمد أخاه القاسم عن جميع ما كان أبوه هارون ولّاه من عمل الشأم وقِنسرين والعواصم والثغور، وولّى مكانه خزيمة بن خازم، وأمره بالمقام بمدينة السلام (٢).

وفي هذه السنة أمر محمد بالدعاء لابنه موسى على المنابر بالإمرة (٣).

[[ذكر تفاقم الخلاف بين الأمين والمأمون]]

وفيها مكَر كلّ واحد منهما بصاحبه: محمد الأمين وعبد الله المأمون، وظهر بينهما الفساد (٤).


(١) انظر المنتظم (١٠/ ٣).
(٢) انظر البداية والنهاية (٨/ ١٣٤).
(٣) انظر تعليقنا الآتي.
(٤) وقال ابن قتيبة الدينوري وهو مؤرخ متقدم ثقة: وأغرى الفضل بينه (أي الأمين) والمأمون فنصب محمد ابنه (موسى بن محمد) لولاية العهد بعده، وأخذ له البيعة ولقّبه الناطق بالحق سنة أربع وتسعين ومائة [المعارف/ ١٩٥] أي أن الدينوري يتفق مع الطبري على هذا التأريخ وانظر الآتي (٨/ ٣٧٥/ ٢٢) قال الجهشياري الأخباري المتقدم المعاصر للطبري ولما استوسق الأمر لمحمد زيّن له الفضل بن الربيع خلع المأمون، وكان يخافه إن أفضى الأمر إليه، وعاون الفضل على ذلك عليّ بن عيسى بن ماهان فكتب إلى جميع العمّال بالدعاء لموسى بن محمد بعد الخليفة، وخلع المأمون، وبلغ المأمون ذلك وما أحدثه لموسى ابنه بعده من أمر الخطبة [الوزراء والكتاب/ ٢٩٠].
وانظر [المعارف/ ١٩٥] وانظر البداية والنهاية [٨/ ١٣٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>