قال: وفيها قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابُ ملوك حِمْيَر في شهر رمضان مُقرين بالإسلام مع رسولهم الحارث بن عبد كُلال ونعيم بن عبد كُلال، والنعمان قَيل ذي رُعَين (١)(٣: ١٢٠).
٣٧٣ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، قال: قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابُ ملوكِ حمْيَر مَقدمَهُ من تَبُوك، ورسولهم إليه بإسلامهم: الحارث بن عبد كُلال ونعيم بن عبد كُلال، والنعمان قيل ذي رُعَين، وهَمْدان ومَعافِر. وبعث إليه زُرْعة ذو يَزَن مالكَ بن مُرَّة الرَّهاويّ بإسلامه، ومفارقتهم الشرك وأهله، فكتب إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد النبيّ رسول الله إلى الحارث بن عبد كُلال ونعيم بن عبد كُلال والنعمان قَيل ذي رُعَين وهَمْدان ومَعافر؛ أما بعد ذلكم؛ فإني أحمَد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعدُ؛ فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلَنَا من أرض الرّوم، فلقيَنا بالمدينة، فبلّغ ما أرسَلْتم، وخَيَّر ما قِبَلَكم، وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين؛ وإنّ الله قد هداكم بهدايته، إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة؛ وأعطيتم من المغانم خُمس الله، وسهم نبيّه وصفته؛ وما كُتِب على المؤمنين من الصّدقة من العقار عُشْرُ ما سَقَت العين وما سَقَت السماءُ، وكلّ ما سُقِي بالغَرْب نصف العُشْر، وفي الإبل في الأربعين ابنة لَبون، وفي ثلاثين من الإبل ابنُ لبون ذكرٌ، وفي كلّ خمس من الإبل شاة، وفي كلّ عشر من الإبل شاتان، وفي كلّ أربعين من البقر بقرةٌ، وفي كلّ ثلاثين من البقر تَبيعٌ؛ جذَعٌ أو جَذَعَة، وفي كلّ أربعين من الغنم سائمة وحدَها، شاة. وإنها فريضة الله الَّتي فرض على المؤمنين في الصدقة؛ فمن زاد خيرًا فهو خيرٌ له، ومَنْ أذَى ذلك وأشهد على إسلامه وظاهر المؤمنين على المشركين؛ فإنه من المؤمنين، له ما لهم وعليه ما عليهم، وله ذمّة الله وذمة رسوله. وإنه مَنْ أسلم من يهوديّ أو نصرانيّ فإنّ له مثل ما لهم وعليه مثل
(١) ذكر الطبري هذا الخبر من قول الواقدي بلا إسناد والواقدي متروك.