الظهرَ إلا ببغداد. قالت: هاتوا الرّحائل، فما جلوسي ها هنا، وقد مضى! فلحقته ببغداد.
* * *
وذكر الفضل بن إسحاق أنه كان طويلًا جسيمًا جميلًا أبيض، مشرَبًا حُمرة، وكان بشفته العليا تقلُّص، وكان يلقب موسى أطبْق، وكان ولد بالسِّيروان من الريّ.
* * *
[ذكر أولاده]
وكان له من الأولاد تسعة، سبعة ذكور وابنتان. فأما الذكور فأحدهم جعفر - وهو الذي كان يرشحه للخلافة - والعباس وعبد الله وإسحاق وإسماعيل وسليمان وموسى بن موسى الأعمى، كلهم من أمهات أولاد. وكان الأعمى - وهو موسى - ولد بعد موت أبيه. والابنتان، إحداهما أم عيسى كانت عند المأمون، والأخرى أمّ العباس بنت موسى، تلقَّب نُوتة.
* * *
ذكر بعض أخباره وسِيَره
ذكر إبراهيم بن عبد السلام، ابن أخي السنديّ أبو طوطة، قال: حدّثني السِّندي بن شاهك، قال: كنت مع موسى بجُرجان، فأتاه نعيّ المهديّ والخلافة، فركب البريد إلى بغداد، ومعه سعيد بن سَلْم، ووجَّهني إلى خُراسان، فحدثني سعيد بن سَلْم، قال: سرْنَا بين أبيات جُرجان وبساتينها، قال: فسمع صوتًا من بعض تلك البساتين من رَجُل يتغنَّى، فقال لصاحب شرطته، عليَّ بالرّجل الساعة، قال: فقلت يا أمير المؤمنين، ما أشبه قصّة هذا الخائن بقصّة سليمان بن عبد الملك! قال: وكيف؟ قال: قلت له: كان سليمان بن عبد الملك في متنزَّهٍ له ومعه حُرَمه، فسمع من بستان آخر صوت رجل يتغنَّى، فدعا صاحبَ شرطته، فقال: عليّ بصاحب الصوت، فأَتِيَ به،